في متحف الدبابات الملكي أصبح” الأقزام في أحجام العمالقة”

ديرتنا- بقلم سوسن المبيضين – تأسس متحف الدبابات الملكيّ بإرادة ملكية سامية عام 2007، بهدف الحفاظ على الدبابات والآليات والمدرعات التابعة للقوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي ,أو التي تمثّل التراث العسكري العالمي…و القصص التاريخية التي يرويها المتحف عن بطولات وتضحيات الجيش العربي لزواره، , وليس للنطنطة عليها , والإستهانة والإستخفاف بهذا التاريخ , بحيث تتحول قصص البطولات إلى مسخرة وتهريج.
في متحف الدبابات الملكي, الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني لأهداف سامية, تتبدّل المعايير وتتغيّر المفاهيم, ويصبح الأقزام في احجام العمالقة , والجهلة مكان الأبطال, والتفاهة تعلو على القيمة. !
مفارقات عجيبة وغريبة تحدث في وطننا , فالأردن أمام مرحلة هامة, على صعيد التحديث السياسي للشباب، وبأن الأمل معقود عليهم لقيادة عملية التغيير في الوطن ,وهو ما جاء بمضامين خطب جلالة الملك , جميعها , في حين هناك قوى الشد العكسي, الذين يسعون إلى تنشئة أجيال جديدة, مقتنعة بأن التدني, والرداءة, والتهريج , والتسطيح ,في المحتوى المقدم , هي القاعدة السليمة وغير ذلك من إحترام الذوف والفكر هي الإستثناء.
ما يحصل يستحق الوقوف عنده وقفة تأمل، وايلاءه أهمية كبرى , وتفكير مليا في كيفية الرقي بالذوق العام أولا , وعدم الإستهانة به , وتعزيز مفهوم المؤسسة العسكرية وأهميتها وتقديرها أولا وأخيرا, لدى الشباب من خلال الإبداع الحقيقي , وليس بالتهريج والشذوذ واغراق الأجيال بالرداءة , بحيث أصبح التافهون قدوة للأجيال القادمة , لذلك :
ليحاسب كل من استهان بالعسكر وبتاريخهم وبطولاتهم المشرفة .
ليحاسب كل من استهان بفكر الشباب وعقولهم وقدراتهم وطاقاتهم .
ليحاسب كل من استباح ممتلكات الدولة وعبث بها وحولها الى مسرح للمهرجين.
ليحاسب كل من يعمل على تجهيل المجتمع واسفاف العقول.
وليحاسب من يحاسب وليعاقب من يعاقب , ومن أمن العقوبة اساءء التصرف.