الرئيسي

القضاة تكتب : حزب العمال وفصل النائب الجراح..كوميديا السياسة الأردنية في فصلها الخامس

ديرتنا (خاص) – عمّان – كتبت رحاب القضاة
بداية لا بد لنا إلا أن نكن الإحترام والنقدير لكافة المؤسسات والمكاتب واللجان وغيرها داخل الأحزاب الاردنية  وأنظمتها الداخلية  وقراراتها ، إلا أن الحدث هو جديد من نوعه في بلدنا ، كما هو حال التجربة الحزبية ، وبالتالي كان لا بد لنا أن “نشطح” قليلا في خيالنا وتحليلنا ….

ففي ليلة شتوية باردة من ليالي ديسمبر ،
اجتمع المكتب السياسي لحزب العمال وكأنهم على وشك كتابة فصل جديد في ملحمة سياسية جديدة .
كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، تمامًا كمسلسل تركي، إلا أن النهاية لم تكن درامية بقدر ما كانت فكاهيّة .
النائب محمد الجراح كان بطل المشهد، لكن ليس بالطريقة التي يتمناها أي سياسي.

المخالفات المسلكية ، هل هي حقيقية وفعلية وتستحق ..أم هو فيلم بوليسي أم نكتة حزبية؟
تصوروا، الجراح ارتكب “مخالفات مسلكية” غامضة جعلته يدخل في مواجهة مع النظام الأساسي للحزب.
لا أحد يعرف تفاصيل هذه المخالفات ، لكن يبدو أنها شيئاً لا يغتفر، ما تم رشحه حتى اللحظة ، هي شكاوى قدمت بحقه عن مخالفات اركبت من لحظة الحملة الإنتخابية …لتبدأ بعدها جلسة تصويت ملحمية تنتهي بقرار الفصل بالأغلبية ، وكأننا نشاهد نسخة أردنية من فيلم “12 Angry Men”.

لكن لا تقلق يا جراح، هناك “محكمة حزبية” تنتظرك وستستمع لأقوالك ! ..وإذا ما زبطت معك ، فهناك القضاء / المحكمة الإدارية …
تخيلوا الآن محكمة يجلس فيها قضاة الحزب ،ويستمعون لدفوع النائب:
“يا حضرات القضاة، أقسم أنني لم أُخطئ ، كنت مشغولاً بحملة انتخابية!”
أو ربما يجلب شهودًا ليقولوا ، ليدلوا بشهاداتهم لصالحه …

النائب البديل: فرحة مغلفة بالريبة
وفيما ينتظر الجراح قراره النهائي، هناك مرشح آخر يجلس في منزله يحتسي كوب شاي، وفجأة يتلقى اتصالاً:
“تهانينا، أنت نائب في البرلمان!”
يقفز فرحًا، لكن سرعان ما تتبخر سعادته وهو يتساءل:
“ما الذي فعله الجراح ليُفصل؟ وهل سألقى المصير نفسه؟”
ربما سيقرر الاحتفاظ بنسخة من النظام الأساسي بجانب سريره، فقط ليحمي نفسه
هذه القصة ليست مجرد دراما حزبية، بل هي درس في الكوميديا السياسية.
كيف يمكن لنظام مصمم لفرض الانضباط أن يتحول إلى مسرحية بطابع رسمي؟
النائب المفصول، المحكمة الحزبية، والمرشح البديل جميعهم شخصيات في هذه الرواية المليئة بالرسائل الضمنية والمواقف

رسالتي إلى الجراح اجعلها قصة تروى ! لديك سبعة أيام لتكتب مرافعتك الدفاعية وتبرز بيناتك .
لا تفوت الفرصة!
اجعل خطابك مليئًا بالعبارات الرنانة والمواقف البطولية.
وحتى إذا لم تفلح، لا تنسى أنك أصبحت نجمًا في واحدة من أكثر الحكايات السياسية فكاهةً في تاريخ الحزب.
ستُروى قصتك، ليس فقط كدرس في السياسة، بل كإحدى القصص التي قد تكون عبرة ودرس ، أو  تُضحك الأجيال القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى