أبوخلف تكتب : وباء جديد يقصى الأفكار قبل الأجساد بصناعة أميركية. بحتة
ديرتنا (خاص) عمّان
الأعلامية سماح أبوخلف
لقد عُرف التاريخ بصفحات من النقاشات المثمرة، حيث كان العالم يستمع لبعضه ويتقبل الآراء المتباينة. وكان جو الحوار يسوده الأستيعاب والتفهم للآخر وكنا دائماً نتغزل بحكمة “الأختلاف لا يفسد للود قضيه”
ويبدو كل هذا الأحتواء قد تبخر فجأة بسبب عبارة جورج بوش الابن الشهيرة
: “إذا لم تكن معي، فأنت ضدي”
لم تكن مجرد شعار سياسي، بل كانت نقطة تحول في كيفية فهمنا للعلاقات الإنسانية. لقد سلّطت هذه العبارة الضوء على ظاهرة خطيرة: انعدام القدرة على قبول الآخر. لقد أثرت هذه المقولة بشكل عميق على المشهد العالمي، حيث بدأت تُهمَش الآراء المختلفة، وتُعتبر الخلافات بمثابة تهديدات يجب مواجهتها.
في خضم هذا التحول، تراجع دور الحوار كوسيلة لبناء الجسور، ليصبح ساحة جدل دائم. المجتمعات التي كانت تُعتبر نموذجاً للتنوع والتعددية، شهدت تصاعداً في الانقسامات الداخلية. أصبح النقاش العام محملاً بالاتهامات والإقصاء، حيث يُنظر إلى المختلف كعدو، وليس كفرصة للتعلم والنمو.
إن تأثير هذه العقلية لم يقتصر على السياسة فحسب، بل امتد إلى جميع جوانب الحياة، من العلاقات الشخصية إلى التفاعل اليومي بين الأفراد. فبدلاً من الحوار البناء، نشأت بيئات يسودها الخوف من الاختلاف، ومحاولة الفوز بالحوار بأى طريقة ،مما أثر سلباً على الإبداع والتعاون.
وبينما نعيش في عالم متزايد التعقيد، يصبح من الضروري إعادة تقييم مفهوم الحوار. يتعين علينا أن نستعيد القدرة على الاستماع، وأن نتقبل الاختلافات كجزء من التجربة الإنسانية. فالعالم يحتاج إلى قادة وأفراد مستعدين للحوار، ولتقبل الآراء المتنوعة، بدلاً من الانزلاق نحو الانقسام والتباعد.
وللأسف أصبح مجتمع السوشيال ميديا ساحة للنزاعات وفرض الآراء ولو بالقذف والشتم وحتى الكذب والفبركة ومظهر خادع بأسماء ودلالات تضفى الشرعية
ولو كان بضعيف الأحاديث ومقتطع الآيات
والحلف الغموس وغيرة
والعاقلين والكيسين عليهم أن يدكو أن الأختلاف يثرى المعلومة والفكرة ويضخ من خلال الحوار نقاط تساهم وتساند الهدف فمجتمعنا العربى متعدد الأصول والقوميات والأفكار وحتى العقائد كالوطنية والقومية والأسلامية وغيرها التى يجب أن تتحد لا أن تتفرق وتكبر مع الأختلافات وليس العكس فالقادم حياة وجودية وليس فقط حدودية