مقالات

القضاة تكتب: في عيد العمال… كاد العامل الأردني أن يكون… مُكرمًا!”

خاص لـ ديرتنا – عمّان  – كتبت رحاب القضاة:

يُقال إن “العُمال عماد الوطن”
وهذا كلام جميل جدًا
يصلح كشعار على لافتة في دوار الداخلية
أو في منشور على الفيسبوك
بشرط أن يُكتب بخط كبير وبجانب صورة لعامل مبتسم يحمل معولًا وكأنه ذاهب لحفر بئر نفط وليس لحمل أكياس الإسمنت في شارع مزدحم بـ”الديناصورات” من أصحاب الشركات.

اليوم هو الأول من أيار
عيد العمال العالمي، اليوم الذي يُمنح فيه العامل في بعض الدول “راحة”
وفي دول أخرى يُمنح فيه العامل “وعدًا”
وفي الأردن يُمنح فيه العامل… منشورًا لطيفًا من صفحة وزارة العمل
مع صورة أرشيفية لعامل يلبس خوذة لا يرى مثلها في الواقع إلا في الأفلام.

العامل الأردني لا يحتفل
هو يحتفل به.
ولكن دون كعكة، فعلية
يحتفلون به وهم يسألونه: “خلصت الشغل؟
وين التقرير؟”
وإذا تأخر قليلًا
يُخصم عليه من الراتب، ثم يُطلب منه أن يبتسم لأن هذا يومه!

وفي هذا العيد
نوجّه تحية من القلب للعامل الأردني
الإنسان الحديدي الذي يتحمّل حرارة الصيف
وبرد الشتاء، وارتفاع الأسعار، وضرائب ما أنزل الله بها من سلطان، وزحمة السير، ومديره في العمل، ثم يعود إلى البيت ليقنع أبناءه أن “الحياة حلوة”
بينما الكهرباء مقطوعة والمياه مؤجلة ليوم الثلاثاء القادم.

تحية للعامل الذي يعمل 10 ساعات ويأخذ راتب 6 ساعات
ثم يُخصم منه لأن “وصلت متأخر 7 دقايق”.
تحية لذلك الذي يُطلب منه أن يرفع الإنتاج، ويخفض التكاليف، ويبتكر، ويبدع، ويبتسم، ولا يتذمر، وفي النهاية يحصل على شهادة تقدير عليها اسمه بخط غلط!

وفي الختام، نقول لكل عامل أردني:
كل عام وأنت بخير يا بطل.
كل عام وأنت تقنع نفسك أن غدًا سيكون أفضل.
وإن لم يكن… فابتسم
أنت لست وحدك، نحن جميعًا في نفس المعمعة، ونحتفل بك – عن بُعد – مع فنجان قهوة باردة، لأن الكهرباء مقطوعة.

عيدكم سعيد يا من تصنعون الحياة… وتتحملون نتائج قرارات لا علاقة لكم بها …

زر الذهاب إلى الأعلى