في عيد الاستقلال… الأردن يفرح، ومن لا يحب فرحنا فليخنقه حقده

ديرتنا – عمّان
معمر الحجاج
في كل عام، يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال، ليس لأنه مجرد موعد في الرزنامة، بل لأنه لحظة وطنية نادرة، نلتمّ فيها حول العلم، ونسترجع قصة وطنٍ صمد في وجه كل الظروف. لكن هذا العام، كما في أعوام مضت، لم تمرّ المناسبة دون أن تطفو على السطح أصوات الحقد، من أولئك الذين كلّما ابتسم الأردن، عبسوا. كلّما علت الزغاريد، زادوا من صوتهم النشاز.
انتقدونا لأننا فرحنا، لأننا رفعنا الرايات، لأننا أنشدنا للوطن… وكأن الفرح أصبح ترفاً لا يليق بالأردنيين. وكأنّ المطلوب منّا أن نحمل كل قضايا الأمة فوق أكتافنا، ثم نحني رؤوسنا، ونصمت… لا فرح، لا راحة، لا حتى لحظة فخر!
نحن نعرف دورنا جيدًا، ونعرف من نكون. وقفنا مع أشقائنا وقت الشدة، وكنّا من أوائل من دعم القضية الفلسطينية، وظللنا على العهد دون منّة ولا ضجيج. ولم يكن موقفنا يومًا محصورًا بقضية واحدة أو شعب واحد، بل وقف الأردن دائمًا مع كل الأشقاء العرب، وساندهم في أزماتهم ومحنهم دون تردد.
وفوق كل ذلك، لبّينا نداء الإنسانية، حيثما كان هناك محتاج، مكلوم، منكوب أو لاجئ، كنا حاضرين. لم نسأل عن الدين، ولا عن اللغة، ولا عن الجنسية. كانت أولويتنا دائمًا الإنسان، وكانت رسالتنا إنسانية بامتياز. هذا هو الأردن، وهذه هي مبادئه، التي لم تهتز يومًا رغم كل التحديات.
إلى أولئك الذين أزعجهم علم الأردن وهو يرفرف، وأغضبهم أن يرى الأردنيون بلدهم بخير، نقول: احقدوا كما تشاؤون، فالأردن لا يُقهر. هذا البلد لم يُبنَ على المجاملات، بل على الصبر والإرادة والكرامة.
شعبه متماسك، وقيادته قريبة من نبض الناس، وتاريخه ناصع يشهد له الجميع. ومن أراد أن يسيء، سيظل غارقًا في فشله، لأن الأردن كان وسيبقى أكبر من كل الأحقاد، وأقوى من كل المؤامرات.
كل عام والأردن بخير،
كل عام والوطن عزيز شامخ،
وسيظل الأردن أولًا… وأخيرًا.