الزميلة القضاة وإقتراحها المبتكر الجديد حول “العيدية… وضريبة الواقع الأردني” – صور

خاص لـ ديرتنا -عمّان
في الأردن كل شيء يرتفع بثقة: الأسعار، الضرائب، البنزين، رسوم النفايات، وحتى مزاج المواطن على آخر النهار.
وحده “الراتب” ثابت، صامد، لا يهتز، لا يتزحزح، يقف بشموخ وكبرياء كما هو منذ عقدٍ ونصف وكأنه حجر طاحونة… أو حجر على قلب المواطن.
وفي ظل هذا الثبات العظيم قررت الزميلة والكاتبة الأردنية رحاب القضاة المحترمة أن تواجه الأزمة بابتكار اقتصادي فريد: عيدية مخصومة، مشفوعة بورقة رسمية تشرح أسباب العجز الربع ديناري، لأن الدينار الذي كان سيمنح الطفل قطعة شوكولاتة، انقسم هو الآخر — حرفيًا — إلى نصفين! ووزّع بعدلٍ مطلق يليق بدولة القانون والمؤسسات.
الشوكولاتة لم تكن رفاهية هنا
بل استثمارًا استراتيجياً للمساهمة الوطنية في فرحة العيد.
لكنها أيضاً كانت السبب المباشر في اختلال ميزانية العيد حيث أصبح شراء حبة واحدة يتطلب مراجعة وزارة المالية
وجلسة طارئة لمجلس الأسرة وجدول زمني لإعادة النظر في الأولويات.
فهل يُعقل أن يكون خيار العيدية هو إما الشوكولاتة أو المال لا كليهما؟
هل يُعقل أن يبقى الراتب كما هو منذ العيد الماضي… بينما سعر الشوكولاتة تجاوز الذهب في بورصة الطفيلة؟
أيها السادة في مواقع القرار، نحن لا نطلب معجزات. فقط نريد راتبًا يقفز كما تقفز الأسعار، ويرتفع كما ترتفع فواتير الكهرباء، ويتنفس كما نتنفس على قسط جديد كل شهر.
نطالب بحق الطفل الأردني في أن يتلقى عيدية محترمة، ومعها شوكولاتة كاملة الدسم، لا مقطوعة، ولا منزوعة الغلاف من شدة التقشف.
نطالب بحق المواطن في أن يشتري دون أن يشعر بالذنب.
ونطالب بحق العائلة الأردنية في أن تضحك على قسوة الواقع… دون أن تبكي من فواتيره.
فالعيد قادم، والشوكولاتة باهظة، والدينار لا ينقسم عاطفياً…
لكننا ما زلنا نحلم بعدالة تذوب في القلب كما تذوب حبة الشوكولاتة على اللسان.
ارفعوا الرواتب… حتى تبقى العيدية كما كانت: فرحة، لا ورقة تبرير عجز!