مقالات

في العيد… الأردن يفرح!

ديرتنا – عمّان

معمر محمود الحجاج

في صباحات العيد التي تملأها التكبيرات والقلوب التي تنبض بالدعاء، جاء الفرح مضاعفًا هذا العام، فمع عيد الأضحى المبارك، كتب نشامى الأردن سطرًا جديدًا في تاريخ الوطن، سطرًا عنوانه الفخر، ومضمونه تأهل منتخبنا الوطني إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

يا له من عيد… ويا لها من لحظة لا تُنسى!
العيون دامعة، والقلوب خافقة، والهتافات تملأ السماء:
“الله حيّ النشامى.. الله حيّ الأردن!”

هذا الحلم الذي انتظرناه طويلاً، لم يكن سهلًا، ولم يكن عاديًا.
لقد خضنا تصفيات كانت أقرب للمعارك، معارك فيها رجال صدقوا، فقاتلوا، وركضوا، وسجدوا، وبكوا، وصنعوا المستحيل.
منتخب النشامى لم يكن يلعب وحده، بل كان يحمل على كتفيه حُلم شعبٍ بأكمله، وكرامة وطنٍ بأكمله، وها هو اليوم يحقق المستحيل.. فليُرفع الرأس عاليًا!

في كل مباراة، كنا نعيش على أعصابنا، نحبس أنفاسنا، نبتهل، نصرخ، نفرح، ونبكي.
كان المشهد واحدًا في كل بيت، كل شارع، كل ديوان:
الأردنيون على قلب رجل واحد.

من شمال المملكة إلى جنوبها، من مخيمات الصبر إلى بيوت الطين والحجر والحنين، توحّدت الأصوات:
“يا نشامى.. إحنا معكم!”
وفي الخلف، كانت القيادة الهاشمية الحكيمة تحتضن الحلم، تتابع، تشجع، تدعم.. جلالة الملك، وولي عهده المحبوب، لم يكونوا مشجعين فقط، بل كانوا شركاء في الرحلة.. شركاء في النصر.

ولأن الأردن لا يسير وحده، لا بد من كلمة شكر نابعة من القلب، لكل أشقائنا العرب الذين شاركونا الدعاء، وهتفوا لنا كما لو كنا جزءًا من قلوبهم.
من الخليج إلى المغرب، سمعنا الدعم، وشعرنا بالحب، وعرفنا أن هذا التأهل لم يكن أردنيًا فقط، بل عربيًا بامتياز.

ورغم كل هذا الحب، لم تسلم فرحتنا من بعض الحاقدين، من تلك الأصوات التي حاولت أن تعكر الصفو، وتبث السمّ في عسل الفرح.
لكن، كما هي عادة الأردن، لم نسمع لهم، لم نردّ على الشتائم، ولم نضعف أمام الهجمات.
الأردن مشغول بالبناء، لا بالرد على الحقد.
ومهما ارتفع صراخهم، يبقى الأردن شوكة في خاصرة كل من يعاديه.

نعم، نحن بلد صغير بحجمه، لكننا كبار بحلمنا، بعزيمتنا، بحبنا لبعض، وبإيماننا بأن هذا الوطن لا يُهزم ما دام فيه رجال كالذين قاتلوا من أجل هذا التأهل، وجمهور لا يعرف اليأس، وقيادة تحب شعبها بصدق.

اللهم احفظ الأردن، واحفظ نشامى الأردن، ووفقهم ليرفعوا رايتنا عالية في كأس العالم.
واجعل هذا التأهل بداية لمسيرة لا تتوقف، فيها الفرح، وفيها العزة، وفيها الأردن أولًا… وأخيرًا.

وكل عام وأنتم والوطن بألف خير.
وعيدكم فخر وفرح ونشامى

زر الذهاب إلى الأعلى