حول العالم

“كهف كوسكير” الغامض على سواحل مرسيليا

ديرتنا – كهف كوسكير .. كان الغواص يظن أنه في رحلة عادية على سواحل مرسيليا… حتى لمح صدعًا غريبًا في جدارٍ من الحجر الجيري، على عمق 37 مترًا تحت سطح البحر.
لم يكن يعلم أن ما خلف ذلك الصدع هو بوابة إلى واحدة من أعظم الأسرار التي خبأها الزمن.
إنه كهف كوسكير. مكان يُخفي في أعماقه رسائل من عالمٍ مضى منذ أكثر من عشرين ألف سنة. رسومات محفورة بأنامل بشرٍ عاشوا في زمن لم تعرف فيه المدن… فقط البقاء.
على جدران الكهف، صور لخيول، وثور البيسون، والغزلان، كما لو أنها تتنفس داخل الظلام. لكن ما يثير القشعريرة حقًا… ظهور طيور البطريق والفقمات –
حيوانات بحرية، محفورة في قلب الجبل. لماذا؟ وكيف عرفها أولئك البشر؟ سؤال لا يملك له العلم إجابة كاملة بعد. ليست مجرد لوحات فنية، بل شيفرات – رموز هندسية، أشكال بشرية مبهمة، خُطت بأصباغ من معادن الأرض والدم. نُفّذت بالأصابع، بالريش، وبالعظام الجوفاء، وكأن كل لمسة كانت نوع من انواع السحر، وكل خط كان طقسًا. داخل هذا الظلام الخانق، أضاء البشر مصابيحهم البدائية المصنوعة من شحم الحيوان… ورسموا. في أماكن يصعب الوصول إليها، في زوايا ضيقة وعالية، كما لو أنهم يُخفون سرًا لا يجب أن يراه الجميع.
كهف كوسكير ليس مجرد معرض فني… إنه شاهد صامت على عقل الإنسان حين بدأ يسأل: من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وربما… من يراقبنا؟
المصدر : صفحة المدرسة الفلكية السورية
زر الذهاب إلى الأعلى