الجلاد يكتب: #الأردن_مأكول_ومذموم

ديرتنا – عمّان – كتب عاكف الجلاد :
في الحروب والأزمات تُكشَف المعادن وتُفضَح النوايا ، وما كشفته الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة لم يكن جديداً ، بل أزاح اللثام عن كمٍّ غير مسبوق من نكران الجميل والجحود والحقد الدفين تجاه الأردن.
وبدا واضحًا جداً بأن هناك من يتربص بهذا البلد ، ويتحين كل فرصة لينفث حقده وسمومه ، لا لشيء ، سوى أنه يكره أن يرى الأردن ما زال ثابتاً وقوياً وواقفًا على قدميه وسط هذا الركام العربي .
هذا البلد ، الذي ظل على الدوام “بفضل من الله” صمّام أمان للمنطقة برمّتها ، بات يتلقى الطعنات من البعيد والقريب ، ومن الذين أكلوا من خيره وشربوا من مائه وتفيؤوا بظله.
ما سمعناه ورأيناه من سواد ونكران للجميل ، وإساءات مغلّفة بتحليلات سياسية أو تعليقات مقيتة ، التي ظهرت فجأة وكأنها كانت تنتظر لحظة الانقضاض ، يعكس حجم الحقد المختزن في الصدور ضد الأردن ، الذي لم يُغلق بابه يومًا ، ولم يتاجر لا بقضاياه ولا بقضايا غيره.
أين كانت هذه الأصوات حين فتح الأردن حدوده للعرب ، وقدّم الدعم بكل حب وبلا منّة؟
أين كانوا حين احتضن الفلسطينيين منذ النكبة والنكسة ، وتقاسم معهم الأرض والهوية ، ودافع عن القدس وفلسطين بالأرواح والمهج وصروح الشهداء هناك لا زالت شاهدة ؟
أين كانوا حين فتح حدوده وقاسم السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين وجميع العرب لقمة الخبز والعلاج والأمان ، عندما أُغلقت الأبواب في وجوههم؟
أين كانوا حين وقف إلى جانب العرب والخليج في لحظات التأسيس والتحدي؟.
الأردن لم يبتز ، لم يساوم ولم يساير على حساب مبادئه ، ومع ذلك يُكافأ الآن باللوم والشتيمة والتشكيك والتطاول ، وأصبح كـ”خبز الشعير” مأكول ومذموم.
اليوم، بعد أن انكشفت بعض الوجوه وسقطت كثير من الأقنعة ، نقولها بالصوت العالي ، الأردن لا يطلب الشكر من أحد ، لكنه لا ولن ينسى من طعنه.
هو أكبر من كل جاحد ، وأشرف من أن ينحدر إلى مستوى الردّ على صغار الحاقدين.
لكنه بات يعرف جيدًا من يقف معه ، ومن يكرهه في السرّ ويبتسم له في العلن .
ومن لم يُقدّر المعروف لا يُؤتمن على النوايا ولا على الجوار بعد اليوم .
الأردن سيبقى “بإذن الله” ، وطنًا عظيماً ، طيباً ، مباركاً بأهله وأرضه ، وجهًا عربياً صادقاً ، وعنوانًا لكل خير ، عصيّاً على الفتن والمؤامرات ، شامخاً بقيادته الهاشمية الحكيمة وبوعي شعبه الأبي ووحدة عشائره المخلصة ، وجيشه العربي المصطفوي وأجهزته الأمنية .