شكرا لك لأنك… (سكيورتي)

ديرتنا – عمّان كتب زهير عبدالقادر :
نراهم في كل مكان …في المولات وفي المحلات التجارية وعلى بوابات الجامعات والمستشفيات والبنوك وداخلها …تراهم في كل مكان يستقبلونك بأدب ويرحبون بك بأدب ويفتشون سيارتك بأدب …
واقفون بثبات وبزي موحد ونظرات متيقظة هنا وهناك …نعم انهم رجال الأمن والحماية او مايعرف بوظيفة ( السكيورتي ) والبعض يمر عنهم دون أن يوليهم الكثير من الانتباه…هؤلاء السيدات والسادة يعتبرون اذرعة الأمن العام ويعملون لحماية ارواحنا وممتلكاتنا بصمت ودون ضجيج او أضواء إعلامية كما أخبرني السيد سامي طافور احمد السكارنه ( ابو عبدالله ) مدير الأمن والسيطرة في مكة مول والذي يجوب وفريق عمله طوابق المول المتعددة للمحافظة على امن وسلامة زوار المول .
وعلينا أن نعلم أن واجب رجل الأمن والحماية هنا ليس مجرد الوقوف امام البوابة لفحص الحقائب او تفتيش صناديق السيارات بل هو خط الدفاع الأول ضد اي طارىء. ففي الجامعات مثلا يحمي الطلبة من المتطفلين او من اي تهديد محتمل .أما في المحلات التجارية فهو يقوم بالترحيب بالزبائن من جهة واليقظة من السرقة او التخريب من جهة اخرى .
والعديد منا يجهل حجم الضغوط النفسية والجسدية على هذه الفئة من أفراد المجتمع بسبب الساعات الطويلة والتي يقضونها بالوقوف والدوران في البرد والحر وضرورة اليقظة طوال الوقت ومواجهة مواقف قد تكون خطرة دون سلاح ودون دعم فوري.
وبكل اسف ورغم اهمية دور هؤلاء السيدات والسادة فإن الكثير من العاملين في هذا المجال لا يحظون على التقدير الكافي سواء من مؤسساتهم او من المجتمع حيث يعامل بعضهم وكأن وجودهم شكلي او ينظر إليهم بنوع من التعالي …وهذا في رأيي ظلم لان الأمن لا يقل اهمية عن اية خدمة اساسية أخرى تقدمها المؤسسة .
ختاما اناشد المؤسسات التي توظف مثل هؤلاء السيدات والسادة العمل على تحسين ظروفهم المادية اولا وتزويدهم بأدوات حماية مناسبة ليس للرفاهية بل للضرورة .
وارى ايضا ضرورة نشر ثقافة احترام وتقدير هؤلاء الأفراد على أن تبدأ هذه الثقافة من المدارس والأسر والإعلام .فهم جزء لا يتجزء من صورة المؤسسة ومصداقيتها .
وختاما احيي هؤلاء الجنود المجهولين تحية اعتزاز وفخر وإعجاب بجهودهم وعملهم المستمر من اجل أمننا وحمايتنا وحماية أسرنا واطفالنا …
زهير عبدالقادر
الخبير والمدرب الدولي في الإعلام