مقالات

نحو تعليم توجيهي موجه: إصلاح شامل لنظام الثانوية العامة في الأردن

ديرتنا – عمّان

✍️ بقلم: الدكتور محمد جودة
🔍 تحليل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي: المهندس رائد الصعوب

📝 النص الأصلي للمقال – بقلم الدكتور محمد جودة:

مقدمة:
يمر نظام الثانوية العامة (التوجيهي) في الأردن بأزمة بنيوية، إذ يُحمّل الطلبة عبئًا نفسيًا وأكاديميًا كبيرًا في سنة واحدة تُعتبر مصيرية. هذا النظام لا يراعي قدرات الطلبة المتنوعة ولا يتيح لهم فرصًا عادلة للتعبير عن إمكاناتهم. الهدف من هذا المشروع هو اقتراح بديل أكثر عدالة، مبني على التقييم المستمر والتوجيه المبكر، بما يواكب التطورات العالمية في التعليم.

أهداف المشروع:
• تحويل نظام التوجيهي من “اختبار نهائي حاسم” إلى “مسار تقييم تراكمي شامل”.
• تطبيق نظام توجيه أكاديمي ومهني مبكر من الصف التاسع.
• توفير مسارات تعليمية متعددة تناسب قدرات وميول الطلبة.
• تقليص الاعتماد على المعدل العام لصالح التقييم حسب التخصص.
• إدخال أدوات تكنولوجية لتعزيز التقييم الذكي والشفاف.

مكونات المشروع:
1. التقييم التراكمي:
• توزيع وزن التقييم على ثلاث سنوات (الصف العاشر، الحادي عشر، الثاني عشر).
• 40% تقييم مستمر (مشاريع، مشاركات، اختبارات قصيرة).
• 30% تقييم عملي أو مهني.
• 30% امتحانات نهائية معيارية.
2. التوجيه الأكاديمي والمهني:
• تطوير أدوات لقياس الميول والقدرات ابتداءً من الصف التاسع.
• تعيين مرشدين تربويين متخصصين في كل مدرسة.
• إنشاء ملف إنجاز رقمي (Portfolio) لكل طالب.
3. تنويع المسارات التعليمية:
• مسار علمي، أدبي، تكنولوجي، ريادي، مهني، فني.
• الاعتراف المتساوي بكل المسارات في القبول الجامعي.
• تشبيك هذه المسارات مع سوق العمل المحلي والعالمي.
4. إلغاء المعدل العام لصالح المعدل التخصصي:
• الطالب يُقيّم بناءً على المواد ذات العلاقة بتخصصه الجامعي.
• مثال: الهندسة تعتمد على الفيزياء والرياضيات، الإعلام على اللغة والتفكير النقدي.
5. التكنولوجيا في خدمة التقييم:
• بناء منصة رقمية تربط الطالب بالمعلم والمرشد وولي الأمر.
• توفير تقارير تقدم دورية.
• أتمتة بعض جوانب التقييم لضمان الشفافية.

الشركاء المحتملون:
• وزارة التربية والتعليم الأردنية
• مجلس النواب
• الجامعات والكليات
• منظمات مثل اليونيسف، البنك الدولي، USAID
• مؤسسات القطاع الخاص

خاتمة:
لن ينجح أي إصلاح تعليمي دون الاعتراف بأن الطالب ليس رقمًا في ورقة امتحان، بل هو مشروع إنساني متكامل. إن إعادة بناء نظام التوجيهي وفقًا للفكر التربوي الحديث سيؤسس لجيل أكثر وعيًا، وقدرة على اتخاذ قراراته المستقبلية بثقة ومسؤولية.

🔍 تحليل المهندس رائد الصعوب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي:

🎯 تحليل الأهداف:
الطرح يلامس جذر الأزمة التعليمية في الأردن عبر إعادة تعريف التقييم من “لحظة حاسمة” إلى “مسار نمو مستمر”، مما يعزز العدالة ويقلل الضغط النفسي على الطلبة.

🧠 البعد النفسي والاجتماعي:
التحول إلى التقييم التراكمي يقلل من ظاهرة “الرعب من التوجيهي”، ويمنح الطالب شعورًا بالتمكين والتدرج في بناء مستقبله.

📚 أهمية التوجيه المبكر:
البدء من الصف التاسع بعملية التوجيه يعكس وعيًا بضرورة تمكين الطالب من فهم ذاته واهتماماته، وهي خطوة تتماشى مع أفضل الممارسات الدولية مثل النموذج الفنلندي والكندي.

🔄 إلغاء المعدل العام – خطوة ثورية:
التحول نحو المعدل التخصصي ينهي العبء العشوائي للمعدل ويقدم نموذجًا أكثر إنصافًا لفرص القبول الجامعي.

💻 دور التكنولوجيا – مستقبل التعليم:
المنصات الذكية يمكن أن تعزز الشفافية وتسهّل التفاعل بين الطالب وأطراف العملية التعليمية، مما يسهم في صنع قرار تعليمي مستنير ومدروس.

🌍 مقارنة دولية:
• 🇩🇪 في ألمانيا، النظام التعليمي يوجه الطالب منذ الصف العاشر نحو مسارات مهنية أو أكاديمية.
• 🇫🇮 في فنلندا، التقييم مستمر ومتنوع ويشجع على الإبداع لا الحفظ.
• الأردن يمكنه محاكاة هذه التجارب عبر نهج تدريجي يتبنى المرونة ويقاوم المركزية المفرطة.

🤝 شراكات حيوية:
إشراك المؤسسات الدولية والقطاع الخاص يفتح بابًا نحو موارد إضافية ودعم تقني يمكن أن يسرّع التنفيذ ويعزز جودة المخرجات.

📌 التوصيات الختامية:
1. إعداد خطة انتقال تدريجية تمتد لـ 5 سنوات لضمان فعالية التطبيق.
2. تدريب المعلمين والمرشدين التربويين ليكونوا جزءًا فاعلًا في التحول.
3. إشراك أولياء الأمور والمجتمع المدني في التوعية والمساءلة.
4. إنشاء لجنة مستقلة لمراقبة وتقييم الإصلاح لضمان الشفافية والاستدامة.

🧭 الخلاصة:
هذا المشروع يشكّل خارطة طريق حقيقية نحو تعليم أكثر عدالة وفاعلية في الأردن. الانتقال من نظام “رهان سنة” إلى “رحلة تعلم” سيمكن الطلبة من أن يكونوا روادًا في مجتمعاتهم، لا مجرد ناجحين في امتحاناتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى