مقالات

هدنة مؤقتة بين إيران وإسرائيل…سكون مريب!

ديرتنا – عمّان

نوره المشايخ

‏رغم الإعلان عن هدنة بين إيران وإسرائيل ابتداءً من 24 يونيو 2025، إلا أن المؤشرات الميدانية والسياسية تؤكد أن ما جرى ليس نهاية للصراع، بل حقبة جديدة أكثر تعقيدًا وهدوءًا، وربما أكثر تعقيداً.

‏بحسب مصادر مطلعة وتقارير استخباراتية، فإن وقف إطلاق النار لم يتم عبر اتفاق رسمي أو برعاية دولية ملزمة، بل جاء نتيجة ضغوط غربية مؤقتة، تحديدًا من الولايات المتحدة وفرنسا، لاحتواء التصعيد المتسارع، هذا ما يفسر غياب التفاصيل عن بنود الاتفاق، وطغيان التكتم الإعلامي على طبيعة الالتزام من الطرفين.

‏إيران: تهدئة سطحية… وتصعيد خفي

‏إيران لم تُظهر مؤشرات واضحة على التراجع أو الانكسار، بل على العكس، قررت بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يشير إلى نية بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بعيدًا عن الرقابة الدولية.

‏وربما تكون طهران تستخدم الهدنة كغطاء لإعادة ترتيب أوراقها النووية سرّياً، وقد تكون بصدد تحضير رد من نوع مختلف، عبر وكلاء إقليميين أو هجمات سيبرانية، لكن هذا ليس مؤكدًا ويستند إلى تكهنات وتحليلات غير مؤكدة حتى الآن.

‏إسرائيل: السكون رمز لترقب حذر!

‏في المقابل، تراقب إسرائيل حركات الإيرانية بدقة عبر أقمارها الاصطناعية وطائرات التجسس الأمريكية المشتركة، وسط تقديرات استخباراتية تُشير إلى أن أي مؤشرات على استمرار التخصيب أو تحركات مريبة، قد تُعيد إطلاق العمليات العسكرية.

‏مصادر إعلامية عبرية لمّحت مؤخرًا إلى أن العمليات المقبلة، إن حدثت ستكون “غير تقليدية” وأكثر دقة من الضربات السابقة، في إشارة واضحة إلى عمليات استخباراتية أو هجمات إلكترونية.

‏المشهد العام: الصراع لم يتوقف… بل نقلة نوعية في المسار”


‏وفق تحليل مبني على تتبّع التصريحات، وردود الأفعال، والمواقف الإقليمية، فإن الهدنة الحالية ليست إلا استراحة مؤقتة، قد تنتهي فور توفر فرصة ملائمة لأي من الطرفين.

‏إيران لا تظهر بوادر تهدئة حقيقية، بل تُعيد تنظيم اوراقها

‏إسرائيل في وضع استعداد عالٍ، وتلوّح برد إذا لزم الأمر.

‏الأطراف الدولية تمارس دبلوماسية ناعمة دون ضمانات فعلية.

‏الصراع بين إيران وإسرائيل لم يتوقف، بل تغيير المسار، من ضربات علنية إلى مواجهة استخباراتية وصراع تحت الطاولة.

‏والسؤال الذي يُطرح: هل يعود القتال؟ او مجرد مسرحية؟
‏متى؟ وكيف؟ ومن سيفاجئ الآخر أولًا؟

زر الذهاب إلى الأعلى