اعلى الصفحةالاقتصاد والاعمالالرئيسي

صرخة من رمال الصحراء… قطاع المخيمات السياحية يحتضر

ديرتنا – العقبة – كتب علي محمود الهلاوي

في قلب الصحراء، حيث كانت الرمال تنبض بالحياة وتشتعل تحت أقدام الزوار دهشةً وانبهارًا، يلفظ اليوم قطاع المخيمات الصحراوية أنفاسه الأخيرة بصمتٍ موجع لا يُسمع، وسط تجاهل قاتل من الجهات المعنية.

لم يتبقَّ من العمر بقية، هكذا يشعر أصحاب المخيمات الذين نذروا حياتهم لتحويل الصحراء إلى وجهة تُعانق فيها الروح جمال الطبيعة وتعيش التجربة البدوية الأصيلة، فإذا بهذا القطاع – الذي لطالما شكّل ركيزة أساسية في السياحة الأردنية – يُترك للنزيف دون ضماد، ودون أمل.

اليوم، لم نعد نملك حتى الهواء لنصرخ.
انهار القطاع… لا مجازًا، بل واقعًا مؤلمًا:
• رواتب موظفين لم تُدفع منذ أشهر.
• فواتير كهرباء تتراكم وتُقطع الخدمة دون إنذار.
• ضرائب وأجور تفوق الإيرادات بعد أن انحسر السائح وتوقفت العجلة.
• والتزامات لم يُراعَ فيها التغير الجذري في الظروف.

فما ذنب الموظف الذي يعمل من أجل قوت أولاده؟
وما ذنب صاحب مخيم أقام بنيانه على أمل أن يكون جزءًا من قصة النجاح الوطني في السياحة الصحراوية؟

نحن لا نطلب المستحيل، ولا نتهرب من واجب، لكننا نناشد بعقل الدولة وعدالة القرار أن يُنظر إلينا كجزء من القطاع السياحي الشامل، لا كعبء ثانوي.
نناشد الحكومة والوزارات ذات العلاقة، وهيئات السياحة، والجهات التمويلية:
• بإعفاءات حقيقية من الضرائب والرسوم خلال فترة التعثر.
• بدعم مالي مباشر أو غير مباشر يُسند البنية الأساسية للمخيمات.
• بفتح أبواب الحوار ووضع حلول واقعية قابلة للتنفيذ، تحفظ كرامة المستثمر والعامل.

الصحراء لا تبكي، لكنها اليوم تغصّ بصمتها… وبوصلتنا السياحية تاهت في رمالها.
فهل من بوصلة إنقاذ تعيد الاتجاه؟ وهل من يد تلتقط هذا القطاع قبل أن يُعلن موته رسميًا؟

علي محمود الهلاوي

زر الذهاب إلى الأعلى