مقالات

الحجاج يكتب: إلى أبنائي طلبة التوجيهي.. البعبع مش قدكم”

ديرتنا – عمّان

معمر محمود الحجاج

أبنائي الطلبة، أنا أكتب إليكم اليوم كأب، بكل ما تحمله الكلمة من مشاعر خوف عليكم وحرص على مستقبلكم. أشعر بكم، وأتفهم كل ما تمرّون به من قلق وتعب وضغط نفسي كبير، لأن التوجيهي في بلدنا صار أكثر من مجرد امتحان، صار معركة نفسية يعيشها الطالب وعائلته طوال عام كامل.

من بداية السنة، تبدأ حالة الطوارئ في البيوت، ويتحوّل اليوم الدراسي إلى سباق لا ينتهي. النوم يقل، الراحة تختفي، وحتى أبسط تفاصيل الحياة تتغير. كل شيء يتم تأجيله لأن “في البيت توجيهي”.

نعرف أن التوجيهي مرحلة مهمة، وهو بوابة للجامعة وللحياة العملية، لكن لا يُعقل أن يُحمّل طالب في هذا العمر كل هذه التوقعات، ويعيش تحت ضغط الأهل والمجتمع والمدرسة والوزارة، ثم يُطلب منه أن يُبدع تحت هذا الكم من التوتر.

وفوق كل هذا، تأتي بعض الامتحانات بأسئلة صعبة وغير متوقعة، وكأن الهدف منها هو التعجيز، لا التقييم. كثير من الطلاب يشعرون بالإحباط، رغم أنهم بذلوا جهدًا كبيرًا وتعبوا طوال السنة.

رسالتي إليكم:
إنتو قدها، والتوجيهي مش نهاية العالم. هو مرحلة، نعم، بس مش هو اللي بيحدد قيمتكم ولا مستقبلكم بالكامل.
تعبكم مش راح يروح هدر، وربنا ما بيضيع تعب حدا. المهم تظلوا مؤمنين بحالكم، وتكملوا الطريق بثقة، حتى لو صعبت الأيام.

ولوزارة التربية والتعليم نقول:
راعوا نفسية أولادنا، وخلوا الامتحانات عادلة ومعقولة. الطالب مش في حرب، الطالب بحاجة لفرصة يعبر فيها عن فهمه، مش يتفاجأ بسؤال يعجزه.

ولكل بيت فيه طالب توجيهي:
كونوا الحضن الآمن والداعم، خففوا التوتر، وخلوا الحب والثقة هما الجو العام في البيت. الطالب لما يحس بالأمان، بيعطي أكثر.

وفي الختام، دعواتي لكم يا أبنائي بالنجاح والتوفيق.
وإن شاء الله نعلّق الزينة، ونفرح فيكم، ونسمع منكم الجملة المنتظرة: “خلصنا توجيهي!”

زر الذهاب إلى الأعلى