القضاة تكتب: الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة… عندما تتحوّل الكلمة إلى جريمة يُعاقب عليها بالضرب!

خاص لـ ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة :
في مشهدٍ يليق بأحلام كافكا الكابوسية يستيقظ الواقعُ علينا بضربةٍ قاسيةٍ على رأس الحقيقة. الصحفي فارس الحباشنة صاحب القلم الذي لا ينحني إلا للوطن، تعرّض لـ”درس ديمقراطي” عملي من مجموعةٍ من “الشباب المجهولين” الذين ببراعةٍ استثنائية اختاروا الظلامَ ستاراً لوجوههم وكأنهم أبطال مسرحيةٍ عبثيةٍ عن عصرِ الخوف.
الضحيةُ يُحاكم قبل الجلاد!
لم يكن الاعتداء على الحباشنة مجرّدَ حادثة عنف عابرة بل كان رسالةً مبطّنةً بيدٍ قذرة…”ممنوع أن تكون شجاعاً في زمنِ الجبناء!”.
ففي بلدٍ يُفترض أن “الصحافة سلطة رابعة” نكتشف أن الـ بعضَ يفضلوا أن تكون الصحافة مقعداً خامساً في صفّ الإذعان.
ولأن الكلمةَ الحرّة تُزعجُ “أصحاب القلوب الضعيفة” تمَّ اختصارُ النقاشِ الوطني إلى حوارِ القبضات؟!
من هم “الشباب المجهولون”؟سؤالٌ يطرح نفسَه بنبرةٍ ساخرة:
هل هم “أشباحٌ” خرجوا من عباءةِ الفساد؟
أم تخرّجوا من “مدرسة التهديدات المُسَيَّسة” بتفوق؟
أم أنهم مجرّدُ أدواتٍ في مسرحيةٍ أكبر تُدار خلف الكواليس بعبارة: “اشتغلوا وانسحبوا بذوق”؟!
المضحكُ المبكي أن هؤلاء “المجهولين” يمتلكون من الدقةِ ما يكفي لضربِ الخصوم، لكنهم يفقدون ذاكرتهم أمام كاميراتِ المراقبة! ، يا ليتَ “الفساد” يُحارب بنفسِ الكفاءة التي يُحارب بها الصحفيون!
ندعو بالشفاء لفارس الحباشنة، لكننا نعرف أن الجرحَ الأعمقَ هو جرحُ الحقيقة، ففي زمنِ “اللي بده يوصّل صوته يدفع ثمنه” أصبح الصحفيُّ هدفاً سهلاً لمن يعتقد أن إسكاتَ الأصواتِ أسهل من إصلاحِ الأخطاء ،لن تُطمسَ الشمسُ بغربال ولن تُسكتَ كلمةٌ بالعصا.
لكن السؤالَ الأهم:
متى سنرى محاكمةَ “المجهولين” الذين تظهرُ أسماؤهم في كل مكانٍ إلا في أوراق المحاكمين ؟
يا وطنَي
إذا كان الصحفيُّ يُضربُ لأنه قالَ رأيه، فماذا نسمّي من ضربه؟
وإذا كان “الجهلُ فضيلة”، فأهلاً بكم في عصرِ التنويرِ بالهراوات؟!
الحقيقة_ضحية لكنها_لن_تموت !!!!