مقالات

الحجاج يكتب: الحقيقة الوحيدة الأردن

ديرتنا – عمّان – كتب معمر الحجاج

يتعرض الأردن في الآونة الأخيرة لهجمة منسقة من حملات التشكيك والتضليل، تستهدف مواقفه الأصيلة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وتحديدًا دعمه المستمر والفعلي لأهلنا في قطاع غزة. البعض يروّج، عبر مواقع التواصل وبعض الأبواق الإعلامية، لمزاعم لا أساس لها، تدّعي أن الأردن لم يقدم مساعدات لغزة أو أنه تقاعس في نصرة أهلها، متناسين عمداً الدور الإنساني والسياسي الذي ما فتئ الأردن يقوم به، رغم كل التحديات والظروف.

منذ بداية العدوان على غزة، لم يتأخر الأردن لحظة واحدة عن تقديم الدعم، حيث أقلعت طائرات سلاح الجو وقوافل الخير محمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية والإنسانية، بإشراف مباشر من الهيئة الخيرية الهاشمية. هذه المساعدات لم تكن استعراضية، بل وصلت فعلًا إلى أرض القطاع، وشكّلت شريان حياة في ظل الحصار والدمار. وهذا ليس جديدًا على الأردن، بل هو امتداد لموقفه التاريخي في دعم فلسطين، قيادة وشعبًا، دون ضجيج أو انتظار مقابل.

ما يدعو للأسف أن بعض من يهاجمون الأردن، ليسوا فقط من أصحاب الأجندات المشبوهة، بل من أشخاص يحاولون التغطية على أخطائهم ومشاكلهم عبر المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فتراهم يرفعون شعار “نصرة غزة”، بينما دوافعهم شخصية أو قانونية أو حتى دعائية. كل من عليه شبهة أو ملاحقة، بات يبرر تصرفاته بأنها دفاع عن غزة، وكأنّنا لا نعرف غزة ولا نحبّها إلا من خلالهم. الحقيقة أن الشعب الأردني، بأغلبيته الساحقة، يعتبر فلسطين قضيته الأولى، ولا يوجد بيت في الأردن إلا وقلبه يحترق على ما يجري في غزة، لكن هذا التعاطف الصادق لا يحتاج إلى ضجيج ولا تلاعب.

المؤسف أكثر أن بعض الحملات التي تطعن في الأردن لا تأتي فقط من أفراد، بل من جهات أو أصوات في دول مجاورة لم ترسل لا مساعدات ولا بيانات ولا حتى موقفًا واضحًا، واكتفت بتجييش مواقع التواصل والضغط عبر حملات الكترونية مزيفة. وكأن الدفاع عن غزة صار يُقاس بعدد التغريدات لا بالأفعال. الأردن لا يملك ترف التفرج، بل يتحرك على الأرض، ويقدم ما يستطيع، ويقف في المحافل الدولية مدافعًا عن الحق الفلسطيني في وجه الاحتلال.

لكن ما يبعث على الطمأنينة هو وعي الشعب الأردني، الذي بات يعرف جيدًا من يتاجر بالقضية ومن يحملها بصدق. الأردن ليس في حاجة لمن يدافع عنه، ففعله أبلغ من أي بيان. ويكفينا فخرًا أن نكون دائمًا في خندق الأمة، لا على حساب مصالحنا، بل وفاءً لمبادئنا.

نسأل الله أن يحمي الأردن من كل فتنة، وأن يبقى سندًا للأشقاء الفلسطينيين، وأن يبارك هذا البلد الذي لم يُغلق بابه يومًا أمام مظلوم، وظلّ وفيًا لقيمه مهما اشتدت الضغوط. الأردن أولًا، وغزة في القلب، والقضية باقية ما بقي الشرف والضمير

الاردن اولا…. واخيرا

زر الذهاب إلى الأعلى