اعلى الصفحةالرئيسي

قِلةُ الردّ… هو الردّ

ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة

ما قاله معالي الدكتور محمد المومني ليس تصريحًا بل تذكيرٌ نقيٌ بأن الأردن لم يكن يومًا تاجرَ مواقف ولا مُتقلّبَ بوصلات ولا تابعًا لأصواتٍ موسمية لا تجيد إلا الضجيج.
فمن أراد أن يُشكّك فليتذكر أن الأردن كان أول من احتضن الحجر، والدم، والراية، واليتيم، والشهيد… ولم يرفع صوته، بل رفع صموده.

نقولها بهدوء الحكماء لا بضجيج المراهقة السياسية: فلسطين ليست ورقة تفاوض بل شريان في القلب العربي.
ومن يشكّك فليقرأ التاريخ حين قال: الأردني لا يساوم، بل يدفع من روحه.

رسالتي لمعالي المومني:
ترفّع كما الجبال التي لا تُجادل من يسكنون عند السفح وامضِ كما أنت… واضحًا كصوت المؤذن في ليل الصمت.
فالنخلة تُرمى بالحجارة لكنها لا ترد إلا بالرُطب.
وكل نداء خارج الدولة هو كمن ينفخ في رماد لا يُضيء ولا يُدفئ.
دولتك وحدها، هي التي تخاطبنا
لا منابر تُدار بالارتجال ولا بيانات تصدر من دهاليز الغضب.

الأردن أعلى وأجل.
وحده الساكن في القلب لا يُهزُّ بصخب العابرين ووحده الوطن الذي ارتوى من دم أبنائه لا تزعزعه رياحُ التهكّم ولا غبارُ الأصوات المرتجفة.
دعهم يثرثرون في العتمة… أما نحن فنتقدّم نحو الضوء نزرعُ المعنى في وجوه الجنود والمعلمين في عيون الأمهات، وفي نَفَس الطفل الذي يذهب كل صباح إلى مدرسته دون أن يسأل من الذي شكّك أو صاح.
دعهم ودعنا نمضي… فثمرة الوطن لا تُقطف من الشك بل من اليقين وكرامة الأردني لا تُناقش بل تُحترم.
نمضي لأجل هذا الوطن… لأجل أبنائه الذين ينامون وقلوبهم معلقة بنجمة على كتف جندي وبعلمٍ لا ينكّس مهما اشتدّت العواصف.
نمضي لأننا نعرف أن ما لدينا ليس شعارًا… بل حياة
وإلى أولئك الذين اعتادوا جلدَ الكتف الأقرب كلما ضاقت بهم السياسة:
دعوا الكلاب تنبح…
فالسماء لا تُعكرها أصوات بل تنتصر للضوء.
ونحن لا نردُّ على الضجيج بالحجارة، بل بالثبات، والحق، والتاريخ.
نحن لا نحمل فأسًا بل غصن زيتون لا نُشهر سلاحًا بل نبني جسورًا ولا نبيع دمًا بل نُضيء دربًا.
فالأردن ليس في صلب المعادلة فقط بل في جذورها… وكل جذعٍ طيّبٍ لا يُرتجف .

زر الذهاب إلى الأعلى