هجوم عند الإشارة… ولا أحد ينجو!

خاص لـ ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة:
اتحدث عن مشهدٍ يوميّ أصبح فيلم رعب مكرّر في شوارعنا
انت لا تُغلق نافذتك عند الإشارة فقط لأجل الغبار أو الحر او صوت ازعاج السيارات المجاورة
بل لتتفادى غزوة صغيرة من فريقٍ متمرّس في التسوّل.
هجمة جماعية تبدأ فور تغيّر لون الضوء إلى الأحمر في تلك الإشارة هنا تبدأ الغزوة !!!
أيدٍ تطرق الزجاج وأخرى تمسح عليه بلا إذن
عيونٌ تتوسّل وأفواه تحفظ الدعاء عن ظهر قلب…
لا يتركونك حتى “تدفع الفدية”
او تحصل على دعوة ” الله لا يرزقك ” والسبب انك لم تدفع وقد تحسّ لوهلة أنهم سيصعدون معك في السيارة إن لم تفعل.
التسول لم يعد ظاهرة بل وظيفة.
مهنة لها تنظيم وخرائط توزيع ومناطق نفوذ” وتدريب على السيناريوهات العاطفية.
الطفل يبكي بلا دموع والمرأة تدّعي المرض
والشاب الذي رأيته قبل ساعة يمشي سليمًا
يعود إليك بعد نصف ساعة على عكّازٍ وقد حفِظ دور “الضحية” ببراعة.
هل يليق بوطننا المعروف بعراقته ومكانته مثل هذه الأفعال ؟!
أن تصبح إلاشارات الضوئية ساحات ارتباك؟
حيث المواطن لا يعرف إن كان عليه أن يتجاهل أم يتصدّق أم يهرب؟
هل هكذا نُعامل الناس… السائح والمواطن معًا؟
ومع حلول الصيف وتزايد أعداد السيّاح العرب والأجانب
تتحوّل الإشارات الضوئية إلى مشاهد عبثيّة تُعرض بلا خجل.
طفل يحمل طفلًا امرأة تلاحق السائح حتى باب السيارة
وشاب يُصرّ أن “يقرع الزجاج” وكأنه يطالب بجمارك على الزيارة.
هذه الصورة لا تُشبهنا ولا تليق بنا،
وتترك في ذهن الزائر انطباعًا مشوهًا عن ألاردن …
وكأنه وطن بلا نظام، بلا قانون، بلا كرامة عامة.
بل تُظهرنا وكأننا نُتاجر بالمآسي ونُفرّغ الشوارع من هيبتها مقابل بضعة دنانير.
يا وزارة التنمية…
نعلم أنكم “تجمعون المتسولين” ثم “تطلقون سراحهم”
لأنه لا يوجد قوانين تقيم أشد العقوبات أو “لأنهم يعيلون أسرًا”…
لكن هل يُعقل أن نكرّر ذات المسرحية كل عام؟
أين مراكز إعادة التأهيل؟
أين فرق الرصد الحقيقية؟
لماذا لا يتم تشغيل هؤلاء القادرين منهم في أعمال بسيطة تحفظ كرامتهم وتُنظّف شوارعنا من الفوضى؟
البلد ليس مزرعة عطف مفتوحة على مصراعيها
وكرامة المواطن لا يُفترض أن تكون جزءًا من المشهد اليوميّ المهترئ.
الحل؟
*إنشاء وحدات تدخل سريع في الإشارات المزدحمة لضبط الظاهرة.
*تشريعات واضحة وحازمة تعاقب من يستغل الأطفال في التسوّل.
*حملات توعوية للسياح والمواطنين لعدم تقديم المال بل التبليغ عبر أرقام موحدة.
*برامج إعادة تأهيل حقيقية بفرص عمل بسيطة لمن يُثبت جديّته.
*نشر كاميرات مراقبة دائمة وتغليظ العقوبات على شبكات الاستغلال.
كفى.
ما يحدث في شوارعنا ليس فقرًا فقط
بل إساءة لوجه الأردن
وتشويه لروح الوطن الذي نحبه
ومهانة يومية لا يستحقها أحد… لا المواطن ، ولا السائح، ولا حتى هؤلاء المتسولين أنفسهم.!!!!