العقبة.. الهلاوي يتحدث لـ “ديرتنا” عن واقع المخيمات السياحية في وادي رم..”حين تتنهد الصحراء وتنتظر أبناءها”

ديرتنا (خاص) – العقبة وادي رم – تقرير رحاب القضاة / بعدسة مجيد عوادين
وادي رم… حين تتنهد الصحراء وتنتظر أبناءها
لا تزال صخور وادي رم تهمس كل فجرٍ بنداءٍ قديم: “أين أنتم؟”.
صحراء بحجم الحلم بلون الغروب الذي لا يشبه غروبًا آخر تقفُ شامخةً منذ آلاف السنين تفتح ذراعيها لزائرٍ لا يأتي ولسائحٍ قد يكون ضلّ الطريق… أو ضلّلته السياسات.
وادي رم جوهرة الجنوب لا تحتاج إلى دعاية فالشمس هناك تُعلن عن نفسها والنجوم تنام على وسائد رملية والأفق يقول للسائح: “مرحبًا بك في أعظم مسرح طبيعي عرفه التاريخ”.
لكن المسرح بلا جمهور والصوت بلا صدى والمستثمرون يزرعون في صخرٍ لا يلين والنتائج بطيئة كالريح الخجولة في تموز.
حين يصبح الغروب أجمل من الواقع
التحديات؟ كثيرة.
فمن الظرف الإقليمي المتقلّب، إلى ارتفاع كلف التشغيل التي باتت تستنزف قلوب المستثمرين قبل أرصدتهم.
والأهم من كل ذلك: غياب التشارك الحقيقي بين الجهات المعنية. فالسياحة ليست وزارات بل قصة يجب أن تُروى بروح جماعية.
في وادي رم لا ينقصنا الجمال بل ينقصنا أن نخدمه و نُجيد تسويقه … أن نضع كاميرا على كتف الحقيقة لا على كتف المسؤول الذي يزور المكان فقط عندما تكون العدسات جاهزة ويتحدّث عن “خطة ” بينما الخيام تتهاوى بعد موسمين
فأحد المسؤولين قال ذات مؤتمر إن “وادي رم وجهة واعدة جدًا”،ووعد بتوفير الكهرباء منخفة التكاليف للمنطقة خلال عامين… ثم غاب هو والكهرباء منخفضة السعر، معًا في غياهب التعديل الوزاري، كما غابت المياه عن المخيمات رغم توفر الخطوط الرئيسية وإيصالها، فكانت الصهاريج هي البديل.
إننا لا نطلب المعجزات، فقط أن يتذكرونا حين توزّع النوايا الطيبة في مجلس السياسات.
ماذا لو… بدأنا من جديد؟
لماذا لا تُخصص حملة وطنية ضخمة لوادي رم؟
تشمل الإعلام، المدارس السفارات، الفن، وحتى الدراما؟
لماذا لا تُطلق بطاقة “الهوية السياحية الأردنية” التي تتيح للزائر دخول رم والبقاء فيها بسعر رمزي مقابل الترويج لها عالميًا؟
لماذا لا يتم إشراك المجتمع المحلي بشكل حقيقي؟
لا فقط كعمال، بل كشركاء، كأصحاب قصة وهوية؟
ولماذا لا نتوقف عن التفكير بوادي رم كوجهة “موسمية”؟
بل ككنزٍ يجب أن يعمل على مدار السنة؟
في النهاية وادي رم لا يحتاج للمزيد من الكلام بل يحتاج أن نعود إليه بأيدينا لا بخطاباتنا أن نزرع فيه مشروعًا حقيقيًا أن نحضن صخوره كما نحضن ذاكرة الطفولة وأن نُدرك بأن الصحراء لا تنسى من أحبّها.
لقد حان الوقت لنُعيد كتابة الرواية.
“ديرتنا الإخبارية” كانت في مخيم الهلاوي في الديسه بوادي رم ، والتقت بالمستثمر في قطاع المخيمات السياحية السيد علي محمود الهلاوي ، وكان التقرير التالي :
ولنبدأها بجملة: “هنا حيث الرمل يشهد أننا مررنا ذات يوم… وقررنا أن نبقى.”