العقبة..سائق”تكسي أخضر” يستغل سائحة عربية..(30) دينار عن توصيلة لمسافة 1.5كلم و10 بدل عبوة مياه باردة..!؟

ديرتنا (خاص) العقبة – توفيق المبيضين ورحاب القضاة
بالأمس الجمعة ، واثناء تواجد سائحة عربية مشاكة في نلتقى الفن والجمال العاشر والمقام حاليا في مدينة العقبة الساحلية ، وهي قادمة من مدينة عكا بفلسطين المحتلة ،وحين رغبت بالتوجة من فندق اوريكس إلى وسط البلد في المدينة ،أقلها أحد سائقي “التكسي الأخضر ” لمسافة لا تزيد عن 1500 متر ” 1.5كلم” إلى وسط البلد بالمدينة، وحيث الأجواء حارة جدا ، طلبت من السائق شراء عبوة ماء باردة “صغيرة الحجم” ، وذلك من اقرب سوبر ماركت بطريقهم، وأحضر السائق لها الماء المطلوب وبعد دقائق قليلة من رحلة الطريق، تقاضى سائق “التكسي الأخضر منها،( 30 ) دينار بدل التوصيلة و ( 10) دنانير بدل عبوة الماء…..!!???.
وتقول السائحة “هديل” لـ “ديرتنا الإخبارية” أنه وبحسن نية ، وظنا منها أن هذه هي الأسعار في العقبة، قامت بدفع مبلغ 40 دينار له ، لكنها بذات الوقت ، مصدومة كثيرا من إرتفاع الأسعار في العقبة ولهذا المستوى الجنوني والخيالي …!!!، وأضافت لو أنها كانت تعلم أن السائق تقاضى منها 30 ضعف الأجرة المقررة ، وما يزيد عن 100 ضعف سعر عبوة المياه ، لكانت قامت بأخذ رقم المركبة وقامت بتصويرها بهاتفها الخلوي، ولقدمت شكوى بحقه للجهات الحكومية المسؤولة، لكنها لم تكن تعلم، أن هذا السائق طماع وجشع ولهذا المستوى “اللصوصي”والذي يسيء للأرن والاردنيين بشكل عام ولمنطقة العقبة وسياحتها بشكل خاص ..!
سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة، وهيئة تنظيم قطاع النقل ، مطالبة اليوم وقبل الغد، بإصدار قرار تنفيذي ببدء العمل بتطبيقات النقل الذكي داخل محافظة العقبة، حفاظا على حقوق وجيب وراحة المواطن من أهل الحافظة وزوارها وسياحها من العرب والأجانب ، وحمايتهم من البعض الذي يتستغل وينتهز الفرصة ، ويقوم بنهب السائح والمواطن، على حد سواء .
هنا لا نعمم ، لكننا نحضر مشكلة حدثت ، ونعلم ونقر، ان هناك مثل هذه السلوكيات السلبية، موجودة أيضا في العاصمة عمّان وبعض المحافظات والمدن الأردنية الأخرى.
الجهات الحكومية المعينة والقطاع الخاص المعني، يتعبان ويشقيات لجذب السائح للبلاد، والبعض منا يقوم بتهريبه ودفعه لعدم تكرار الزيارة ، وبث الدعاية السيئة…
وبهذه المناسبة، وحين روت السائحة هديل قصتها وتجربتها مع “سائق التكسي الأخضر” ، عصف بذهن الكاتبة في “ديرتنا الإخبارية ” السيدة رحاب القضاة وكتبت ما يلي:
من فندق “اوريكس” بالعقبة إلى وسط البلد بـ ثلاثين دينارًا وزجاجة ماء باردة بـ 10 !!؟؟
في مدينة العقبة حيث يلتقي البحر بالرمل ويلتقي الفن بالجمال ويلتقي الزائر بـ”تكسي خاص جدًا” لكن دون تعميم وصلت الفنانة العربية للمشاركة في ملتقى الجمال والفن الذي جمع ٨٠ فنانًا من الوطن العربي… لكنها اصطدمت أولًا بـفنانٍ من نوعٍ آخر: سائق تاكسي بارع في فنّ الرفع المالي ورفع سقف الطموحات.
القصة كما روتها لنا – بضحكة مشوبة بالخذلان – أنها طلبت من سائق التكسي أن يوصلها من فندق “أوريكس” إلى وسط البلد وهي مسافة قصيرة جدا جدا لا يتجاوز سعر التوصيلة فيها دينارا واحدا ، لكنها – بلطفها الفني وروحها القادمة من معارض التشكيل – طلبت أيضًا زجاجة ماء باردة. وهنا، تحوّل المشهد إلى لوحة سريالية حزينة: السائق ابتسم وأوصلها وناولها الماء ثم قال بجديّةٍ كأنّه يقرأ بيانًا حكوميًا: “٣٠ دينار لو سمحتي مقابل التوصيلة و10 دنانير سعر عبوة الماء.”
ثلاثون دينارًا !، أجرة لا توازيها إلّا رحلة جوّية منخفضة التكلفة إلى دولة مجاورة أو اشتراك في خدمة بثّ عالمية لعشرة شهور أو طبعًا… “حلاقة رجالية مع مساج وكرسي كهربائي” في عمّان الغربية!
المشكلة ليست فقط في المبلغ ،بل في أن الضيفة اعتقدت أن هذه هي تسعيرة العقبة الرسمية! وهنا يكمن الخطر الحقيقي: أن تتحوّل التجربة السياحية والفنية إلى درس في الطمع والجشع المقنّع.
المشكلة الكبرى ، لا بل المصيبة والكارثة ،هي أن بعض سيارات “التكسي الأخضر” في العقبة ، تعمل بلا رقابة حقيقية، وتضع أسعارها على مبدأ: “هذا سائح ، فـ لنستغله؟ والمصيبة الأكبر ، عدم دخول تطبقات النقل الذكي حتى اللحظة ، لهذه المدينة السياحية الساحلية على البحر الأحمر، إذًا نرسم السعر بفرشاة طمعنا”،سائق واحد يمكنه أن يشوّه سمعة محافظة ومدينة كاملة وسائقي التكسي فيها ، لا بل ، وتجارها أيضا ، ويحوّل انطباع فنانة عن ملتقى ثقافي إلى نكتة باهظة الثمن.
نقترح وبكل محبة أن تقوم سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بما يلي:
1- إدخال تطبيقات النقل الذكية، فورًا حتى لا يكون هناك أي مجال لاي تحايل .
2- إجبار كل سيارة أجرة على تركيب عدّاد فعّال ولو، تحت إشراف فنان تشكيلي يرسم عليه كل مرة رقماً حقيقياً.
3- إطلاق خط شكاوى سريع على واتساب بحيث يمكن للسائح والزائر والمواطن الإبلاغ عن أي تجاوز.
إن مثل هذه التصرفات الفردية – وإن بدت في ظاهرها “شطارة لحظية” – تُحدث أثرًا يشبه البقعة على ثوب أبيض سرعان ما تلفت الأنظار وتشوّه الانطباع العام. عندما تُستقبل فنانة عربية بثلاثين دينارًا بدلًا من ابتسامة وترحيب فإنها لا تُغادر وهي تتحدث عن دفء العقبة وجمال أهلها بل تحمل معها حكاية محبطة تتناقلها الألسن أسرع من كتيّب سياحي.
إننا بهذه التصرفات السلبية من البعض، لا نخسر دينارًا، بل نخسر سائحًا، وفنانًا، وربما وفودًا كاملة كانت ستحمل الجمال إلى شوارعنا لكنها اختارت ألا تعود ..!؟