اعلى الصفحةالرئيسيحول العالم

حادثة MRI تهز الضمير الطبي: كيف انتهى فحص روتيني بكارثة مروعة؟

ديرتنا – عمّان – تفاصيل الحادث نقلها ونشرها الدكتور جمال الدباس على وسائل التواصل الإجتماعي ورصدتها “ديرتنا الإخبارية”.

نُقِلت تفاصيل هذه الحادثة استنادًا إلى تقرير منشور في موقع Health Imaging بتاريخ 31 تموز 2025، مع إجراء بعض التصرفات التحريرية بما يتناسب مع السياق

في مشهد لم يمح بعد من ذاكرة قطاع الطب والإعلام، استيقظت ولاية نيويورك – ومعها المجتمع الصحي العالمي – على فاجعة إنسانية أثارت عاصفة من الأسئلة والذهول: رجل يُسحب فجأة إلى جهاز الرنين المغناطيسي (MRI) بسبب سلسلة حول عنقه، ويلقى مصرعه أمام أعين زوجته.

الضحية هو كيث ماكاليستر (61 عامًا)، الذي كان يرافق زوجته، أدريان جونز-ماكاليستر، إلى مركز Nassau Open MRI لإجراء تصوير روتيني لركبتها. وبعد انتهاء الفحص، طُلب من كيث دخول غرفة الفحص لمساعدتها على النهوض – وهناك وقعت الكارثة. السلسلة المعدنية التي كان يرتديها حول عنقه، والخاصة بالتدريبات الرياضية، تفاعلت بقوة جذب جهاز MRI الهائلة، وسحبته بقسوة إلى داخل الماسح. ظلّ محاصرا بالسلسلة لأكثر من ساعة، وتعرّض على الأقل لنوبة قلبية واحدة قبل نقله بحالة حرجة إلى المستشفى، حيث فارق الحياة في اليوم التالي.

فيديو الحادثة… وشكوك جديدة

أثار تسجيل فيديو من كاميرات المراقبة تساؤلات إضافية، بعدما أظهر كيث وهو يدخل غرفة التصوير بنفسه من غرفة التحكم، في حين كان الفني موجودًا بالفعل داخل الغرفة. هذا المقطع يناقض روايات سابقة بأنه تم السماح له بالدخول من قِبل التقني.

هل كان كيث في غرفة التحكم طوال الوقت؟ هل تم فحصه مغناطيسيًا كما يجب؟ وكيف تم اختراق قواعد السلامة المشددة في مكان يُفترض أن يكون منضبطًا؟ لا إجابات حاسمة بعد، والتحقيقات مستمرة.

الخبراء يؤكدون أن معظم حوادث الرنين المغناطيسي قابلة للتفادي بالكامل لو تم الالتزام بأفضل الممارسات المعروفة. لكنه في غياب بروتوكولات موحده والاهتداء بتطبيقها في الولايات المتحدة، سواء من قبل الولايات أو جهات الاعتماد الطبية، ما يترك القرار للمراكز نفسها.
هذا الفراغ التنظيمي يسمح بحدوث كوارث كان بالامكان منعها.

حيث وراء كل بروتوكول مهني، روح إنسانية تستحق الحماية. كيث لم يكن مريضا، بل مجرد زوج يرافق زوجته. لكن غياب البروتوكولات التنظيميه في لحظة واحدة حوّل موقفًا إنسانيًا إلى مأساة وطنية.

الخبراء يؤكدون أن مثل هذه الحوادث قابلة للتفادي بالكامل، لكن المشكلة الكبرى تكمن في غياب بروتوكول موحد ملزم لمراكز التصوير بالرنين المغناطيسي في الولايات المتحدة، حيث تُترك معايير الأمان لتقدير كل مركز على حدة.

إنها ليست أول حادثة، لكنها تذكير صارخ بأن الأرواح قد تُفقد حين تستبدل البروتوكولات الرسمية بالاجتهادات الفردية.

زر الذهاب إلى الأعلى