لا نرد على الصغار… لأننا كبار

ديرتنا – عمّان
معمر الحجاج
عن غيري بخصوص التصريحات اللي صدرت مؤخرًا عن احد الأشخاص وأترفع عن ذكر اسمه ، القيادي في حركة حماس، واللي تعرض فيها للأردن وبعض الدول العربية بكلام أقل ما يقال عنه إنه غير مسؤول، ومليء بالتضليل والإساءة.
لكن خليني أحكي من البداية: مش راح أطرق للإساءات اللي قالها، لأنه إحنا في الأردن، شعباً وقيادةً، أرفع وأكبر من إننا نرد على شخص مثله. الأردن مش جديد عليه النباح، والكل عارف إن القافلة الأردنية ماشية بحفظ الله، ومهما زادت الضغوط أو تطاول البعض، الأردن بيطلع من كل محنة أقوى وأصلب.
بكل صراحة، بطلب من كل أردني غيور إنه ما يرد على مثل هاي الشخصيات. لأن قلة الرد هو الرد الحقيقي. لما نرد، بنكون بنعطيهم أكبر من حجمهم، وبنقيم لهم وزن ما بستحقوه. إحنا مش بمستوى الصغار عشان نرد عليهم.
وخلونا نكون واضحين بشغلة مهمة: وقوف الأردن مع الشعب الفلسطيني ما هو منّة، ولا هو جميل، ولا بنشوفه معروف. هو واجب. واجب مع أشقاء الدم، واجب مع أهلنا، أهل التاريخ المشترك، والجغرافيا الواحدة. واجب لأنه ما فيه فرق بين أردني وفلسطيني. كلنا من هالبلاد، من طينتها، من ترابها، من وجعها، ومن حلمها. هذا الموقف مش موقف طارئ، هذا مبدأ ثابت.
إحنا بنعرف تمامًا إن اللي قاعد يصير في غزة اليوم، بيوجع كل أردني حر شريف. الألم مش بعيد عنا، ولا إحنا واقفين على الحياد. كل قطرة دم بتنزل هناك، هي وجع لكل بيت أردني، ولكل أم وأب وأخ.
وكل مرة يرمونا بتهمة التأخير أو التقصير، بنسمع نفس الأسطوانة: “الأردن مأخر دخول المساعدات”. طيب، ولما ندخل المساعدات، فجأة بيقولوا “الاحتلال سمح لنا”! فمين المأخر؟ إحنا؟ ولا هم؟ ولا هي لعبة سياسية وإعلامية لغايات مفهومة؟
اللي بيحاولوا يزاودوا علينا، لازم يعرفوا إن الأردن ظل دايمًا فاتح أبوابه، وواقف بمواقفه رغم الضغوط والتحديات. لا راجع، ولا ساوم.
فخلي اللي بده ينبح، ينبح. آخرته يا يلاقي له عظمة، يا الكفيل تاعه يرمي له وحدة ويسكته فيها. أما الأردن، فباقي، شامخ، ثابت، لا بيهزه كلام، ولا بيأثر فيه تطاول.
اللهم احفظ الأردن قيادةً وشعباً، أرضاً وسماءً، بحراً وجواً، وبارك لنا فيه أمنًا وأمانًا واستقراراً.
ونسأل الله أن يفرّج عن أهلنا في غزة، وأن يرفع عنهم البلاء، ويكتب لهم النصر والفرج القريب… أزمة وبتعدي، وبتنتهي إن شاء الله.
الأردن أولاً وآخراً.