سبعة جرحى برصاص كلاشينكوف في زفّة عريس… لأن أحدهم ظنّ أن الفرح لا يكتمل إلا بانفجار وجريمة

ديرتنا – عمّان / الكرك – كتب محرر الشؤون الداخلية
في ليلة كان يُفترض أن تكون للفرح ، سقط سبعة… لا من الرقص ولا من التعب، بل من نارٍ أُطلقت بزهوٍّ فارغ في زفّة كان يفترض أن تنثر الورد لا الدم.
انفجرت العبارة النارية وبدل أن ترتفع الزغاريد ارتفعت أصوات الإسعاف وانكسر قلب أم كانت تُصفّق للعريس لتجد الأمهات تركض خلف ابنها المصاب.
ما الذي يجعل البعض يربط الفرح بالخطر؟
الرجولة بالعنف؟
البركة بالبارود؟
هل يظن حقًا من أطلق تلك الرشقة الرصاصية النارية، أن العريس سيشكره على إصابة سبعة من أحبّائه؟
أم أن هذه “اللفتة النارية” صارت طقسًا مقدّسًا لا يكتمل العرس بدونه؟
من الذي أقنعنا أن صوت الانفجار والعيار الناري أجمل من صوت الضحك؟
وأن الشرر المتطاير في السماء هو برهان على الكرم والفرح والرجولة؟
ليلة واحدة فقط… لحظة كان يجب أن تُحفر في الذاكرة كبداية حبٍّ جديدة تحوّلت إلى ندبة. سبعة جرحى… لا ذنب لهم سوى أنهم صدّقوا أن الفرح في بلادنا آمن. سبعة أرواح تشهد أن جهلًا صغيرًا، ولحظة “حماسة” كفيلة بقلب الطاولة على الجميع.
الفرح لا يحتاج إلى نار ولا إلى رصاص.
ولا إلى صراخ الفرح يحتاج إلى قلوب حقيقية تعرف أن الحب لا يُقاس بعدد من يسقطون لأجله بل بمن ينهضون معه.
ومهما حاولتم تزييفه بالألعاب النارية سيبقى الفرح الصادق… هو ذاك الذي لا يوجع أحدًا.
زفّة تحوّلت إلى طوارئ ودموع الأهل امتزجت بالدم لا بسبب حرب بل بسبب حفلة… والفاعل؟ ببساطة: شخص أراد أن “يفرح العريس” ففرّق الناس بدل أن يفرّحهم.
مبروك للعريس وبالشفاء لمن حضر ليهنئه فخرج مُحمّلًا بالإصابات.