مقالات

الأصالة بكل ما يشبهنا..”كايفين”

ديرتنا – عمّان

بنت الوطن ، الكاتبة : د.ريما سلمان زريقات

اعتدت الكتابة حين أحسست أنني بحاجة أن أكتب وأن هناك مايستدعي الكتابة من غيرتي على المصلحة الوطنية وخاصة فيما أعرفه ويقع ضمن اختصاصي أو أكون جزء منه وأنقد نقدا بناء حين أرى تقييما لم يتم تقويمه أو قياسا لم يتم تقييمه ، أو قياسا غير مكتملا ، أو تصريحا ليس مهنيا ومنذ فترة أصبح اهتمامي كما هو حال الكثيرين بكل ما هو وطني أو ما يشدنا للوطن من تراث وأصالة وتاريخ وكل ما يشبهنا …..

شاهدت فيديو لرحالة كركي دغدغ مشاعري حين التقاه نشامى الكرك وقد رفع علم الوطن عاليا وشاهدت فيديو للرحالة العجارمة حين مر من الكرك وكيف وجد المحبة وحفاوة الاستقبال والكرم الكركي ، ما أجمل أهل وطني وما أجمل أهل الكرك …..

حين ذهبت بزيارة لمدينة الكرك وقد كنت أسكنها وسكنت بعدها بالضواحي ، مشيت بشوارعها أستذكر أجمل اللحظات وأستذكر حين كانت الكرك تزخر بأهلها وبأهل ضواحيها ، نرى بعضنا بشوارعها ونلقي التحية على بعضنا جميعا أسرة واحدة وبكل طيب ومحبة ، والان للأسف لم نعد نرى هذه المظاهر فقد تم هجران الكرك المدينة وقد أشار سيدنا حفظه الله بايلاء المدينة كل الاهتمام وأعادة الروح لها …..مررت بشارع الصاغة والذهب ، لم يتغير شيء فوجدت المحلات كما هي ، ثم نزلت الشارع الذي كان فيه محل أبو هيثم  ” تيسير الطاهر” ،  رحمه الله والذي كان يعج بجميع نساء الكرك لشراء جميع لوازمهن ، اغرورقت عيناي بالدموع واستمريت بالنزول وفي أثناء حزني ودمعتي ، استوقفني مطعم تأملته بكل فرح وقرأته لأكثر من مرة لأتأكد من اسمه ، يا له من اسم أفرحني وحرك مشاعري الجياشة ، لماذا لأنه من أجمل كلمات لهجتنا الكركية وأكثرها تداولا  ” كايفين ” نعم ” كايفين ” هذا هو اسم المطعم ، دخلت للمطعم فوجدته من مباني الكرك القديمة العريقة الذي يحاكي تاريخنا وينادي بتاريخ الاباء والاجداد ويجعلنا نتذكر أجمل اللحظات والأحبة والأصدقاء ، جدران تشعر أنها تحاكيك وتعاتبك ، دخلت لاحدى الغرف ولم أرد الخروج منها ، يا الله ما أجملها ، تحمل على جدرانها صور جميع رجالات الكرك وأهلها وتظهر المحبة والزمن الجميل ، باقي الغرف تحتوي مناظر الكرك وأدواتها التي تذكرنا بأجمل زمن وأجمل تراث وعراقة ، الله يا كايفين ما أجمل جلستك وما أجمل هذه المبادرة ، وما أرقى من فكر في إحياء هذه الروح بداخلنا ، شكرا للأفاضل مجدي الحباشنة وايمان البيايضة وأبنائهما على هذه المبادرة وعلى هذا الحس الوطني المنبثق من التصاقنا بتراثنا وغيرتنا على كل ما هو أصيل …

في كل زيارة للكرك وبكل فرحة لنا أو مناسبة نريد أن نجتمع فيها ونحتفل لا يشدنا الا كايفين الذي يشبهنا بكل تفاصيله ، وحين عرفت أن كايفين مشارك بمهرجان الطعام في العاصمة عمان ، أبيت الا أن أزور المهرجان وأزور كايفين وأروي عطشي من شذى كايفين وعبق أصالته ورائحة الكرك فيه وكل مايشبهنا ، شكرا كايفين…

زر الذهاب إلى الأعلى