الهاشميون.. بنو الجدار العربي قبل الجاه، ليكون العرب دوماً مصدر قوة

ديرتنا – الشوبك
ماجدة محمد الشوبكي
ماجدة حين قال سمو الأمير الحسن بن طلال في جامعة أغلى الرجال إن “الهاشميين بنوا الجدار العربي قبل الجاه ليكون العرب دوماً مصدر قوة”، لم يكن يستدعي مجرد مقولة تاريخية، بل كان يضع أمامنا خريطة فكرية عميقة تؤكد أن القيادة الهاشمية حملت منذ البدايات مشروع النهضة والوحدة والكرامة العربية.
فالهاشميون، وهم الامتداد التاريخي لبيت النبوة، لم يختاروا العزلة ولا الانغلاق، بل أسسوا منذ فجر التاريخ العربي لرسالة حضارية عنوانها العدل والتكافل والتضامن. فـ “الجدار العربي” الذي تحدث عنه الأمير الحسن، في جامعة اغلى الرجال ليس جداراً من حجارة أو حدود، بل جدار قيمي من ثوابت راسخة: الإيمان بالإنسان، حفظ الكرامة، وصون الهوية. إنه سياج الهوية الجامعة الذي سبق كل جاهٍ أو سلطان، ليؤكد أن قوة الأمة لا تُبنى على فرقة المصالح الضيقة، وإنما على وحدة الدم والمصير.
لقد كان الهاشميون على الدوام في طليعة الحريصين على أن تكون العروبة منطلقاً للوحدة لا للخلاف، وللإعمار لا للهدم، ولإعلاء صوت العدالة لا لمراكمة النفوذ. فالأمير الحسن حين يستعيد هذه المقولة إنما يعيدنا إلى جوهر الفكرة القومية الجامعة، ويُذكّرنا أن الأردن بقيادته الهاشمية هو “قلب العروبة النابض”، وسند الأمة في كل مواجهة، ودرعها في كل امتحان.
وإذا كان التاريخ قد أثبت أن بناء “الجدار العربي” مهمة صعبة في وجه رياح المصالح والهيمنة، فإن صلابة الفكر الهاشمي أعادت دوماً التوازن للبوصلة العربية. فقد وقفوا مع فلسطين بصلابة، وحافظوا على القدس هوية ووجداناً، ودافعوا عن الإنسان العربي في كل ساح.
اليوم، ونحن نواجه تحديات تتجاوز الحدود السياسية إلى الفضاءات الاقتصادية والمعرفية والأمنية، تعود كلمات الأمير الحسن لتؤكد أن العرب إذا لم يعودوا إلى جدارهم الأول، جدار القيم والوحدة، فإنهم سيبقون عُرضة للتشظي. لكن إن استعادوا ما بناه الهاشميون من أمن وحماية ودعامة استقرار في محيط ملتهب حتى يكون الأردن مرفأ السلام وقوة فكر منير بذلك يجدون في وحدتهم قوة لا تقهر، وفي هويتهم حصناً لا يُخترق.
إنها رسالة تتجاوز الزمن: العرب أقوياء ما داموا متماسكين، والهاشميون ظلوا عبر التاريخ بناة هذا التماسك، يرسخون الجدار بالقيم لا بالحجارة، وبالوحدة لا بالانقسام، وبالعزم والاقتداء
ماجده محمد الشوبكي
رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام
ووحدة تمكين المرأة والشباب
بلدية الشوبك