ماقيمة المكان دون من يحييه وما يحييه؟! ….معلم ومعلم متمكن ومقرر دراسي

ديرتنا -عمّان
الكاتبة والمستشارة التربوية د.ريما زريقات
ننتظر بدء العام الدراسي الجديد لطلبتنا الأعزاء بفارغ الصبر وننتظر رؤيتهم في زيهم المدرسي يحملون حقائبهم المدرسية وينهلون علمهم ، وتستعد وزارة التربية والتعليم بكل كوادرها ومديرياتها لتوفير كل مايلزم لانتظام الدراسة وسير التدريس في المدارس وضمان تعلم الطلبة ومنذ الأسبوع الأول .
كنت أتمنى أن يكون دوام الطلبة غدا الأحد دواما مكتملا ، تكتمل فيه جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية ، لكني تابعت بعض المواقع والصفحات ولاحظت عدم اكتمال الصيانة في عدد من المدارس ولاحظت أدوات الصيانة في ساحات هذه المدارس والتي قد تشكل خطرا على الطلبة وقرأت أيضا عدم توفر كامل الكتب المدرسية في المديريات والمدارس مع أن يوم غد دوام الطلبة ، ثم تابعت اعلانات تتعلق بطلب معلمين من تخصصات مختلفة لغايات التعيين ، بمعنى عدم توفر معلمي عدة مباحث في بعض مدارسنا بالرغم من بدء الدوام الرسمي للعام الدراسي الجديد .
عناصر العملية التعليمية ثلاثة : طالب ومعلم ومنهاج مدرسي ، كيف سنضمن عملية تعليمية تعلمية في ظل هذا النقص ؟ لا أنكر جهود وزارة التربية والتعليم في توفير كل مايلزم للطالب ، لكني أشرت في مقال سابق أن عقد امتحان الأول الثانوي متأخرا قد أثر على هذا الاستعداد وعدم توفر بيئة تقنية ومراكز امتحانية تقنية لتقديم طلبة الأول الثانوي الامتحان بشكل الكتروني وتوفير الوقت والجهد والمال وتحقيق الغاية التي تم تطوير الثانوية العامة لأجلها كانت سببا في عدم الجاهزية والقدرة على الاستعداد التام ولن ننسى أن نتائج الأول الثانوي ستظهر خلال الأسبوع أو نهاية الأسبوع وسيترتب عليها عدم انتظام الطلبة في الثاني الثانوي ورد الفعل السبي لدى بعض الطلبة الذين لا سمح الله قد يخفقوا أو لن يقتنعوا بنتائجهم .
هناك جهود عظيمة تبذل من الوزارة والمعنيين، لكنها بحاجة لتنظيم وترتيب وتخطيط مدروس وليس فزعات ، ولا بد من وضع خطط وقائية وخطط بديلة دائما وادارة للمخاطر بشكل ملموس ، وكنت سعيدة حين تابعت خبر استلام مباني مدرسية والتخلص من عدد من المباني المستأجرة ، لكن الطالب وعملية التعلم لايعنيهما المكان بقدر مايعنيهما توفر معلم ومعلم متمكن وتوفر الكتاب المدرسي الذي سيستعد الطالب من خلاله ويتابع من خلاله ويحل وظائفه وواجباته ، لا قيمة للمكان دون توفر عناصر التعلم والتعليم .
حين تتوفر عناصر التعلم ويسود المدرسة والمجتمع المدرسي الدفء الأسري والعلاقات السوية والرغبة في تطوير التعلم وتحقيق نتاجات التعلم والتعلم المطلوب ، يتم التعلم والتعليم ونرتقي بطالبنا ونحقق رؤيتنا والتي طالما كان محورها الطالب ، بالتوفيق ، عام دراسي حافل بالعلم والمعرفة والأمان.