اضاءاتالرئيسي

“براويز” السودانية… صرخة مسرحية في قلب عمّان تفضح هموم النساء – فيديو

خاص بـ ديرتنا – عمّان – رحاب القضاة

في ليلة مسرحية استثنائية على خشبة مسرح المشيني في اللويبدة – الحاضنة الأزلية للفن والإبداع في العاصمة عمّان – تألق العرض السوداني “براويز” ضمن فعاليات مهرجان عشيات طقوس المسرحي بحضور سعادة سفير السودان حسن سوار الذهب،  وحشد جماهيري فاق التوقعات ليشهد الجميع مسرحية جعلت من المرأة العربية بطلة الحكاية وصوت الوجع والتمرد.

مسرحية عن المرأة… المرأة وحدها
“براويز” جاءت لتضع تحت الضوء هموم النساء وتحدياتهنّ اليومية من قهر اجتماعي وصمت مفروض وأحلام مبتورة حتى باتت كل شخصية في العرض مرآة لامرأة عربية تقاوم في صمت أو تثور في العلن.
رحاب الكرار جسدت المرأة المسنّة كأنها التاريخ المثقل بالخذلان.
رؤى محمد نعيم كانت الفتاة المتمردة صرخة الأجيال الجديدة التي ترفض القيود.
عزوان لبيب مثلت الفتاة الحزينة صورة الانكسار الصامت الذي يعيشه كثير من النساء.

ثلاثة أصوات على الخشبة لكنها بدت كجوقة كاملة تنطق بلسان ملايين النساء.

براويز كرمز وسجن
النص الذي خطه عمر الحاج بذكاء وأخرجه باقتدار محمد نعيم سعد لم يتحدث فقط عن المرأة كفرد بل كرمز. “البراويز” ليست مجرد إطارات بل سجون أنيقة تُعلّق فيها صور مثالية زائفة بينما تُخفى خلفها جراح عميقة.

لتسأل المسرحية:
كم من النساء عشنَ حياتهنّ داخل “برواز” صنعه المجتمع؟
وكم من الصور البراقة كانت مجرد أقنعة تُخفي الألم؟

موسيقى تنزف مع النص
الأغنيات التي كتبها الأستاذ عيسى درويش ولحّنها شمت محمد نور أضافت بعدًا آخر للعرض. الأصوات الغنائية لرؤى محمد نعيم وشمت محمد نور لم تكن ترفًا فنيًا بل صرخات موسيقية زادت الوجع جمالًا وحولت المسرح إلى مساحة سماع وبكاء وتأمل.

المسرح السوداني يخترق القلوب
“براويز” أثبتت أن المسرح السوداني ليس مجرد حضور شكلي بل قوة اقتحامية تضع قضايا المرأة في صميم الحوار العربي الثقافي.
لقد تحوّل العرض إلى مرآة كبرى، أجبرت الجمهور على النظر إلى صور النساء الحقيقيات خلف الأقنعة.

الجمهور صفّق طويلًا بعضه خرج مبتسمًا بدهشة وبعضه غادر وهو يحمل غصة في الحلق.
لكنها جميعًا كانت الليلة التي لن تُنسى حيث ارتفعت أصوات النساء عاليًا من قلب اللويبدة لتعلن أن السودانيات بالزغاريد كدلالة ان الفن ما زال قادرًا على كشف الحقيقة وهزّ القلوب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى