القضاة تكتب: إلى سندويشة الفلافل التى أفقدوها نكهتها وتاريخها !

حاص لـ ديرتنا – عمّان – كتبت رحاب القضاة :
عزيزي مدير الأوبئة…
شكرًا على هذا التصريح الذي يليق تمامًا بمسرحية عبثية من مسرحيات بيكيت: “الجرثومة كانت في العامل وربما في الخضار وربما في الهواء… وربما في قفازات لم تُلبس أصلًا!”
هل تصدّق أن الفلافل – رمز الفقراء سندويشة الكرامة الشعبية تتحول فجأة إلى قنبلة بيولوجية تُرسل الأطفال إلى الطوارئ بدل المدارس؟
ما هذا يا سادة؟!
صرنا نخاف من صحن حمص وكبّة فلافل أكثر مما نخاف من أعتى الفيروسات مثل الكورونا التى أرسلتنا إلى بيوتنا رغم انوفنا جميعاً صار الواحد إذا رأى ورقة بقدونس في السندويشة يتذكّر قصة “الشيغيلا” ويبصق قلبه قبل أن يبلع.
يا وزارة الصحة…
بدل أن تقنعونا بأن “أحد العمّال” كان يحمل الجرثومة
نسألكم: أين القفازات؟
أين الترخيص؟
أين المراقبة؟
أين الكرامة الصحية؟
إلى متصرف لواء بني كنانة بمحافظة إربد …
أين وجودكم وأين أعينكم الأمنية عن مطعم يعمل دون ترخيص ويقوم بتزويد مواد غذائية ووجبات لمنشآت حكومية ..؟
يعني بربّكم هل المطلوب من المواطن أن يحمل معه مختبرًا متنقّلًا كلما أراد أن يأكل فلافل بربع دينار؟
أيها الأردنيون
في هذا الوطن الحبيب لم يعد الفطور الشعبي بريئًا.
صار مثل فيلم رعب: تدخل المطعم تطلب سندويشة… تطلع إما إلى المستشفى أو إلى دار العزاء!
هذا التصريح ليس تبريرًا… بل شهادة رسمية على انعدام أبسط مقوّمات النظافة والرقابة.
إذا كانت “الشيغيلا” موجودة في العامل فهذه جريمة إدارة.
وإذا كانت في الخضار غير المغسولة فهذه جريمة رقابة.
وإذا كانت في الاثنين معًا… فهذه وصمة عار كاملة الدسم.