ما يستحق النقاش هو إنجاز عمر ياغي للبشرية.. لا جنسيته

ديرتنا – عمّان
الدكتور نضال المجالي
حين يُكرَّم عالم بجائزة نوبل، فإن الاحتفاء الحقيقي يجب أن يتوجّه إلى ما قدّمه للبشرية من فكرٍ وإنجاز، لا إلى جواز سفره أو لون علمه.
فالعلم، في جوهره، لا وطن له، لكنه يمنح الأوطان مجدا حين يثمر عن فكرة تغيّر مسار الإنسانية، كما فعل الدكتور عمر ياغي.
قرأت فيما استحقّ الجائزة، – بالرغم اني احمل شهادة الثانوية العامة بالفرع الأدبي – فلمن تاه بجنسيته ليعلم ان ياغي صنع ثورة في الكيمياء عندما ابتكر ما يُعرف بالأطر المعدنية العضوية، وهي مواد دقيقة التركيب قادرة على التقاط الغازات وتخزين الطاقة واستخلاص الماء من الهواء. يعني حسب فهمي قدرة حماية من اخطار تغير المناخ بامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وقدرة تخزينية واسعة للهيدروجين والميثان و تحويل مافي الهواء الى ماء في اشد الصحاري جفافا، ولهذا لم يكن عمله مجرّد اكتشاف علمي عادي، بل تحوّل في طريقة تفكير العالم تجاه تصميم المواد، فأسّس ما يسمى اليوم «الكيمياء الشبكية»؛ علمٌ يبني المستقبل على أسس ذرّية مدروسة. وليس جنسية في ورق وفكر.
فالقيمة الحقيقية لا تُقاس بمكان الميلاد، بل بأثر العطاء، وياغي اليوم هو شاهد حي على أن الإبداع حين يجد بيئة علمية حرة، يصبح ملكا للعالم أجمع .