مروءة أبي جهل مثلا أعلى
ديرتنا – ايمن عبد المجيد المعايطه
ان ما بين السطور اكبر بكثير من ما سيتم قرائته لهذا وجدت في اقتباس تلك الكلمات ستارا يغطي حجم الالم وحجم اللهيب وحجم الاكتواء واللوعة التي يلتحف بها الشعب الذي انا فردا منهم فكانت لي البداية من هنا .
في خضم الحال المتردي الذي يطغى على المشهد في الشارع وصراخ الفقراء وعندما يروا لقمة عيشهم ياكلها فاسدين ويتعرضون للاقصاء والترويع لمجرد انهم يطالبون بلقمة عيش لسد رمق اطفالهم لا لرحلة ترفيه او حضور حفل غنائي لا بد لنا نذكر من يعتلون سدة اصدار القرارات بقصص عبرت الماضي وسجلها التاريخ لعلهم يعتبرون .
في تاريخ العرب هناك موقف سجله التاريخ لعمرو بن هشام.. عندما حاصر المشركون بيت النبي الكريم زمن الهجرة النبوية، قيل لعمرو بن هشام وقتها: كيف تركت محمداً يخرج من بين أيديكم ليلة الهجرة ويلحق بصاحبه؟ لِمَ لم تكسر عليه الباب وتأخذه من سريره؟ فأجاب: وتقول العرب إن عمرو بن هشام روّع بنات محمد وهتك حرمة بيته!!! مع ملاحظة أن عمرو بن هشام هو «أبو جهل» الذي سمي بفرعون الأمة، كفر بمحمد وبكتاب محمد وبدين محمد، ومع ذلك لديه أخلاق تمنعه من اقتحام بيت محمد، وحجزته عن ترويع بنات النبي- عليه الصلاة والسلام .
التاريخ سجل هذا الموقف لأبي جهل، سجل تلك المروءة، وأثبت أن هذا الكافر أعلى شرفاً، وأحسن مروءة من كثير ممن يظنون أنهم مسؤولين يتبوؤن مناصب رفيعه ولكن عقولهم سميكه ! تأمل حال بعض الدول العربية ، وما دار ويدور فيها ،انظر حال الشارع كيف اصبح ملتهبا فهذا هو العنف المجتمعي يدق الابواب مؤذنا بالاستشراء فهل قمع صراخ المتالم و الجائع سما عند بعض المسؤولين ألم يدركوا مروءة أبي جهل الا يملكون ذرة من الإنسانية،الا يمتلكون ولو ربع مروءة «أبي جهل» حقاً، عند ما يصبح الكافر مثلا أعلى لهو دليل على أن هناك أقواما أحط من الكافرين !! .