مقالات

الدكتور الباشا جميعان يكتب:المسيحي الأردني الى اين ؟

ديرتنا – عمان

لواء طبيب متقاعد امجد عدنان خليل الجميعان

انتم ملح الارض ،انتم نور العالم (متى 5: 13-16)

ما هو الملح والنور

«أَنْتُمْ مِلْحُ ٱلْأَرْضِ، وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ ٱلْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لَا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ ٱلنَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ. لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ

“الملح والنور، يحدّدان هويّة تلاميذ المسيح ورسالتهم في المجتمع. إنّهما استعارتان من العهد القديم. فالملح يرمز إلى عهد الله مع البشر، ويقتضي إصلاح كلّ تقدمة وذبيحة للربّ بالملح (أحبار2: 3)، كعلامة للأمانة في العهد مع الله. والنور يرمز إلى الله، على ما جاء في نبوءة أشعيا: “استنيري، استنيري، يا أورشليم، لأنّ نورك أتى، ومجد الربّ أشرق عليك” (ـأشعيا60: 1)، وهو رمز لكلامه الهادي، كما نصلّي في المزمور: “كلامك مصباح لخطاي، ونور لسبيلي” (مز 118: 105).

لكنّ الملح والنور هما يسوع المسيح. هو الملح الذي جاء يصلح كلّ شيء كما أعلن على لسان يوحنا الرسول في رؤياه: “هاءنذا أجعل كلّ شيء جديداً” (رؤيا 21: 5)؛ وهو النور الذي لا تغشاه الظلمات”، على ما كتب يوحنا نفسه في مقدّمة إنجيله (1:5)”
“(منقول من عظة البطريرك الراعي في إكليريكية غزير البطريركية – السبت 2 أذار 2011.
كَثُرت مؤخراً ترديد عبارات مثل لا يمكن للاقلية ان تحكم الاغلبية”انتم ملح الارض” واذ يفهم من العبارات انها اشارة الى نسبة المسيحيين المتواضعة في المملكة الاردنية الهاشمية او ان الاردن بدون المكّون المسيحي بلا طعم مثلا لأن الملح ضروري للمحافظة على طعم الأكل او قد تكون إشارة الى اقلية دينية ذات اهمية الى حد ما .
ولقد استُعمِلَت اجزاء من الآية اعلاه من انجيل متى بقصد او بغير قصد واضيفت على عبارات التهنئة من خلال رسائل المعايدة او المجاملات الاجتماعية للتاكيد على اهمية الدور المسيحي نظرياً.
وكثر الحديث مؤخرا عن ما مُنح للمسيحيين في مجلسي النواب والاعيان من مقاعد (وطبعا كوتا) ووظائف حكومية عليا ضمن مواصفات معينة تنطبق على اشخاص محددين كنوع من الترضية و جبر للخواطر وكأن انتماؤنا العروبي لا يقاس الا بدرجة حكومية عليا او منصب عسكري.

ومع استمرار انعقاد اللقاءات والمؤتمرات لبحث مسألة الوجود المسيحي في المنطقة والاردن وارتفاع حدة المنافسة للفوز بمنصب حكومي ومع مرور الوقت بدأ المسيحيون وخاصة قطاع الشباب بنسيان دورهم العروبي الاصيل لاهثين ومتنافسين على مناصب الكوتا التي لا تنفع ولا تضر ونسوا ان اباءهم واجدادهم كانوا الاوائل بدخول الجامعات العربية والدولية منذ اوائل القرن الماضي بحصولهم على اعلى الدرجات العلمية في الطب والهندسة والاداب والقانون والتعليم ذكوراً واناثاً ولم تكن المناصب هدفهم الرئيسي ومن اوائل خريجي الكليات العسكرية المحلية والبريطانية ومن اوائل من تقلد مناصب عسكرية عليا وقيادة العديد من اسلحة وفرق وألوية القوات المسلحة والاوائل بتأسيس العديد من المعاهد والمراكز العلمية والطبية والادبية اضافة الى دور المسيحيين الفاعل والاساسي في الاقتصاد الاردني/ بنوك / تأمين / سيارات / مصانع ……. .
وما يؤلمني ان أعدادًا كبيرة من الشباب المسيحي في الأردن قد بدأت تغيب عنهم بأنهم عامود الدار و عرب اقحاح ، واحفاد الغساسنة وانهم أي المسيحيون العرب اول من دافع عن القومية العربية وقدموا عشرات الشهداء
وكانوا من المؤسسين والقادة الاوائل للاحزاب القومية العربية نذكر منهم الزعيم انطون سعادة ومشيل عفلق وجورج حبش ( الحكيم )ونايف حواتمه وابراهيم الراهب والدكتور يعقوب زيادين وسالم النحاس والعديد من الرموز الحزبية والذي لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً.
وللتاكيد على ما نطمح اليه هو التاكيد على أن المواطنيين الاردنيين متساويين بالحقوق والواجبات مستشهداً باقوال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم والمادة السادسة من الدستور الاردني

“من خطاب جلالة الملك الى الشعب الأردني 12-6-2011″

“الشعور والقناعة بالانتماء لهذا الوطن، هو الذي يحدد الهوية الوطنية للإنسان، ويحدد حقوق المواطنة وواجباتها، بغض النظر عن خصوصية المنابت والأصول، أو المعتقدات الدينية، أو التوجهات الفكرية والسياسية” …
وقال جلالة الملك اطال الله بعمره واعز ملكه “إننا جميعا على هذه الأرض الطاهرة، أسرة واحدة، مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فضـل لأحد على الآخر إلا بما يعطي لهذا الوطن.

الدستور الاردني / المادة رقم 6

“الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في
العرق أو اللغة أو الدين”

الخلاصة

لماذا كل هذه المؤتمرات والاردنيون جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين.
المسيحي الاردني ليس باقلية دينية او عرقية وانما هو مواطن اصيل بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ.
وتاكيداً لقول جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين اطال الله بعمره واعز ملكه بأن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن هو الذي يحدد الهوية الوطنيه للأنسان.
لذلك انطلاقا من ايماني بأن حب الوطن شعاراً مرفوعا على جبين كل الاردنيين الذين امنوا بتراب هذا الوطن انتماءاً وللهاشميين ولاءاً.
فلقد كنا وما زلنا و سنبقى الاوفياء على العهد والوعد لنواصل مسيرة الأجداد الذين قدموا الشىء الكثير لهذا الوطن فاصبحت الدولة وطنا قوميا عروبياً نتفيءُ بظلّه بنعمة الامن والامان .
فنحن في هذا الوطن نعتبر ان المواطنة هي الاساس في العلاقات الاجتماعية وان المواطنين متساويين بالحقوق والواجبات وان معيار الافضلية في الانتماء الحقيقي لهذا الوطن فيما نقدمه بصدق واخلاص .

لواء طبيب متقاعد امجد عدنان خليل الجميعان

زر الذهاب إلى الأعلى