اضاءات

“هارباً اليك يا بحرُ”…خاطرة لإخلاص شطناوي

ديرتنا – عمان

إخلاص شطناوي

هاربا اليك يا بحر وفي قلبي جرحٌ وعلى فمي كلماتٌ من وجعٍ تنزف ملحاً ابيض…. ومعي طفلاً لم يكتمل النمو…. وانا في موجك المتراقص اغرق…. هاربا اليك ومعصمي ينزف الماً ومحترقٌ قلبي… ويلفني موجك ويمسك بيدي وتطلب مني ان لا اعترض ان لا ابدي اعتراصٌ…. وتدغدغ قلبي وتشدُ علي يدي وقلبي سابحٌ فيك يا بحراً…. واتراقص معك حتى الثمالة واستميل موجك واغرق فيه واكتشف ان سفنك راسية لا تجرؤ على الابحارِ فيك…. ولان بحرك غويطُ تسكرني حد الثمالة وتعلو بامواجك وتكسر قلبي وتهشم بقايا انسانة وتزيد من نزف يدي وتحطم احلامي…. ايها المجنون الطاغي يا شيطان الماء… وتغرني ابتسامة شاطئ منقرضٌ منذ ازماني… ها انت تعود بمدك وجزرك لتلتهم احلامي َتحرق طوق نجاتي…. اغويتني بالامانِ…. وحلمت انك من استطاع في تذويب احزاني وابحرت في قاع بحرك الاسود لعلي ارتاح من زمن قهرني وقهر اوجاعي…. ولكني عدت لاجدد احزاني فلقد خدعت بك يا بحراً اوهمني الثقة واوصلني لثمالة كاسٍ من احزانٍ واعود الى شاطئك لاتنفس السحب لاسدل الستارة على اوجاعي وامالح وحدتي وفوقي امطارُ رمادٍ مرهفٍ بعد حرق كل اجزائي…. والقيت فيك يا بحر قلبي وكل احلامي وخرجت ولملمت اجزائي فصرت معجزة البحر والشيطانِ…..

زر الذهاب إلى الأعلى