حول العالم

أسرار داخل مومياوات لتماسيح في مصر

ديرتنا – شكلت الحيوانات مكانة كبيرة بالنسبة للمصريين القدماء الذين جعلوها في مصاف الآلهة، وأقاموا المعابد المختلفة.وكانت التماسيح تمثل الهيبة والقوة والمنعة بل والخصوبة بشكل قاهر، حسب مصادر.وفي تقرير نشرته BBC، جرت في منطقة قبة الهوا في الضفة الغربية لنهر النيل في أسوان، بعض الحفائر في مقبرة صخرية كان مخصصة للشخصيات الكبرى خلال الدولة الوسطى من العصر المصري القديم، وعُثر فيها على 10 مومياوات لتماسيح في حالة جيدة من التحنيط. لماذا التمساح؟وبحسب التقرير، فإن المصري القديم كان يقدس الحيوانات وبخاصة تلك التي لا يستطيع أن يروضها ويذللها لأعماله سواء المنزلية أو الخارجية، فكان يذهب إلى تقديسها ويضعها في مصاف الآلهة، حسب علماء.و”الإله التمساح” أو ما يطلق عليه المصريون القدماء “سوبك”، هو إله مصري قديم مرتبط بالنيل، ويتم تصويره على هيئة إنسان برأس تمساح، أو في شكل التمساح مباشرة، وهو يرمز في الديانة المصرية القديمة إلى السلطة والخصوبة، وارتبط بوجه خاص بالأخطار التي يمثلها النيل مع فيضانه.لكن إشارات من بعض المصادر تؤكد أن الألقاب التي كانت تطلق على “سوبك” كانت تمثل طبيعة التمساح العنيفة والضخمة، فكان يطلق عليه “الذي يأكل بينما يضاجع”، حسب عالمة المصريات الإيطالية “إيدا بريسياني”. لذا فإن الإله “سوبك” هو إله الخصوبة عند المصريين القدماء.وقال أليخاندرو خيمينيز، أستاذ المصريات بجامعة خيان الإسبانية ومدير مشروع الحفائر، بقبة الهوا لـ”بي بي سي”: “إن بعض التماسيح التي وجدت في منطقة قبة الهوا يصل طولها ثلاثة أمتار، وهو أمر يثير التساؤل حول كيفية الإمساك بهذه الحيوانات الضخمة والتعامل معها.وقدر أليخاندرو أنهم تركوا هذه الحيوانات في الشمس فترة طويلة فحدث لها جفاف وماتت قبل عملية التحنيط حيث وجدت.ويشير التقرير الذي نشرته المجلة العلمية “بلوس وان” إلى أن التماسيح المكتشفة كانت مغطاة بطبقة من القار، وهو أمر شائع في الفترات الأخيرة من التاريخ القديم.وتقول المجلة إن سقف جميع الجماجم لتماسيح قبة الهوا سليم، ولا توجد آثار يمكن أن ترتبط بقتل الحيوانات.

وأكدت أن من بين الأساليب المختلفة المذكورة لقتل التماسيح، تلك التي لا تترك آثارًا واضحة.

عثور بعثة أثرية إسبانية على 10 تماسيح محنطة في منطقة قبة الهوا في أسوانالأحجار

يقول مدير مشروع الحفائر في قبة الهوا إن الأعضاء الحيوية للتماسيح كانت موجودة بالمومياوات بشكل لافت، وأنه لم يتم إزالة المعدة كما كان معتادا عند التحنيط، ويرجح أنه تم دفن هذه التماسيح في الرمال وبعد فترة تم تغطيتها بالقار وتحنيطها كما هي.ويؤكد أليخاندرو أنه تم العثور على عدد من الأحجار داخل معدة التماسيح وهو أمر شائع تستخدمه التماسيح في عمل اتزان لها داخل المياه.ويوجد في العديد من المتاحف في أنحاء العالم مومياوات حيوانات مصرية والتماسيح من بينها.ويمتلك المتحف المصري بالقاهرة أكبر مجموعة من المومياوات الحيوانية ومع ذلك فإن التماسيح المكتشفة، حسب تقرير المجلة العلمية، نادرة للغاية في الحفريات الحديثة.

زر الذهاب إلى الأعلى