تحت المجهر

الصفدي:إسرائيل تقتل الأمل والسلام وتدفع المنطقة باتجاه الهاوية

ديرتنا- أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي متابعة الأردن بقلقٍ وغضبٍ شديدين لما تقوم به إسرائيل من اعتداءات غير مبررة على المصلين المسالمين في المسجد الأقصى المبارك، دفعاً باتجاه المزيد من التصعيد، وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة.

وأكد الصفدي خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة الجزيرة، يوم أمس الخميس، أن هذه الاعتداءات هي خرقٌ لكل القوانين الدولية، ولمسؤولية إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مضيفاً “العنف يولد العنف، وبأن ما يجري في الأقصى يأتي على خلفية غياب كامل للآفاق السياسية التي يجب أن تأخذنا باتجاه حل الصراع على أساس حل الدولتين وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كاملةً”، ومضيفاً بأن إسرائيل تقتل الأمل والسلام عبر بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وتدفع المنطقة باتجاه الهاوية وهو أمر سينعكس بشكل كبيرٍ على الجميع.

وفي رد على سؤال حول الموقف الأردني والمواقف العربية بشكل عام، أكد الصفدي بأن الأردن يقوم بكل ما يستطيع القيام به من أجل وقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية، والمضي باتجاه تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأضاف “لكن الأردن وحده لن يستطيع أن ينهي الاحتلال، الأردن وحده لن يستطيع أن يوقف هذه الاعتداءات”، مشيراً إلى أنه “عندما كان الصراع عسكرياً قدم الأردن الشهداء، وارتقى الشهداء الأردنيون على أسوار الأقصى وفي كل بقاع فلسطين المحتلة”، ومضيفاً “وعندما أصبحت المقاربة سياسية، بقرارٍ عربيٍ فلسطينيٍ جامع، قام الأردن بكل ما يستطيعه، ومنذ أن وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل وحتى هذه اللحظة في توظيف كل علاقاته وتوظيف الاتفاقية من أجل إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق”.

وقال الصفدي “أعتقد أن العالم كله يعرف ما يقوم به الأردن، وردود الفعل الدولية التي تراها والمواقف الرافضة لما تقوم به إسرائيل، هذا مرده جهود أردنية وعربية، لكن الأردن في مقدم كل الجهود التي تستهدف التصدي لما تقوم به إسرائيل، وحماية المقدسات وإسناد الشعب الفلسطيني الشقيق”.

وزاد الصفدي ” الأردن اتخذ الكثير من الخطوات ويقوم بجهد سياسي كبير فيما يتعلق بالضغط على إسرائيل لتعرية سياساتها وإيقافها، ونحن الآن في فترة الصراع فيها سياسي والجهد السياسي الأردني له أثره الكبير”.

وشدد الصفدي على الدور الهام الذي تقوم به دائرة الأوقاف الأردنية في الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها في جهود لجم ما يقوم به الاحتلال من اعتداءات وخروقات. وأكد الصفدي ” لولا وجود الأوقاف الأردنية في الأقصى، ولولا الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس لكانت إسرائيل تسللت عبر الفراغ الذي تعبئه الأوقاف الأردنية لتفرض سيادتها بالكامل على الأقصى وعلى الحرم الشريف، ولتكون أكثر قدرة على تهويده وعلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه”.

وأضاف الصفدي “الصراع يومي، الصراع مستمر، الاشتباك مستمر، نفعل كل ما نستطيع، ويجب ألا يُنظر إلى ما يقوم به الأردن بمعزل عن الصورة الكلية وهي بكل صراحه صورة صعبة، صورة توجد فيها قوات احتلال تخرق القانون الدولي، تخرق الشرعية الدولية وتعتدي على حقوق الفلسطينيين، تكرس الاحتلال عبر عديد الممارسات في الأقصى وفي غير الأقصى، ولكن الأردن مستمر في جهوده ويتخذ كل ما يلزم من خطوات”.

وفي معرض إجابته على سؤال حول ما انتهت إليه جلسة مجلس الأمن، يوم أمس الخميس، فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، قال الصفدي “هذا جهد سياسي نقوم به، دعونا وفلسطين وبالتنسيق مع الإمارات العربية المتحدة إلى جلسة لمجلس الأمن، كما دعونا إلى اجتماع لجامعة الدول العربية و اجتماع آخر لمنظمة التعاون الإسلامي أيضاً “، مضيفاً “ما يجب أن يعرفه العالم كله أننا لا نريد من العالم أن يتحرك فقط عندما تدفع إسرائيل المنطقة باتجاه الهاوية”، مؤكداً “على العالم أن يتحرك لمعالجة أسباب التوتر وأسباب الصراع وهي وجود الاحتلال، لن ينتهي الصراع ما بقي الاحتلال، لن يحصل الإسرائيليون على الأمن ما لم يحصل عليه الفلسطينيون عليه”.

وأكد الصفدي على أن ما يجري في الأقصى وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة هو تعبير عن حالة أكبر وأصعب، وهي أن هناك احتلال يجب أن ينتهي والعنف لن يتوقف إلا إذا توقفت أسبابه، والتهدئة لن تتم إلا إذا ما توقفت الأسباب التي تحول دونها، وهذا هو الجهد الذي يقوم به الأردن.

وفي رد على سؤال حول وجود مخاوف من أن تتسع رقعة ما جرى في الأقصى وبما يهدد الاستقرار في المنطقة، أكد الصفدي على “أن العنف يولّدُ العنف، وما تقوم به إسرائيل من عدوانٍ واستفزازٍ للفلسطينيين وللمسلمين وللمسيحيين أيضاً عبر اعتداءاتها على الكنائس وحرمان المسيحيين من ممارسة حقهم بالكامل في العبادة، يوجدُ بيئة لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف”، مضيفاً “أعتقد ربما علينا أن نفكر قليلاً أيضاً بأن إسرائيل تواجه تحديات داخلية كبيرة، هل الذهاب باتجاه التصعيد مع الفلسطينيين والتصعيد الإقليمي مخرجٌ لها؟ هذا سؤالٌ يجب أن يُطرح، وبالتالي يجب أيضاً أن نقارب الأمور من منظور أن تبقى الأنظار مركزة على ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من اعتداءٍ على الأقصى، من حرمان المصلّين من حقّهم في العبادة، من قتل حل الدولتين الذي إذا قتلته إسرائيل، لن يبقى هنالك خيار سوى حال الدولة الواحدة”، مؤكداً على أن هذه الحال “ستكون حالٌ بشعة، لأنها ستكرس التمييز العنصري (الأبارتايد)، وهذا مآلٌ لن يؤدي إلى السلام، ولن يؤدي إلى الأمن، ولن يؤدي إلى الاستقرار”.

وأضاف الصفدي “ببساطة إذا أرادت إسرائيل السلام، عليها أن توقف الخطوات التي تقوّضُهُ، إذا أرادت أن يتوقف العنف، عليها أن توقف ما تقوم به من إجراءات تُفجّره، هذا هو موقفنا، وهذا ما نعمل على إيصاله للرأي العام الدولي، وأعتقد من المهم أن نرى ردود الفعل الدولية على إسرائيل، وهذه الردود باتت أكثر وضوحاً في رفضها لما تقوم به إسرائيل، وتعكس إدراكاً عالمياً أكبر بأن الصراع يبقى لأن إسرائيل تُبقي على ممارساتها التي تحول دون الأمن والاستقرار والسلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى