اعلى الصفحةالرئيسيتحت المجهرمقالات

المبيضين يكتب: تحويل إدارة الميناء الصناعي في العقبة لـ “أجنبية” ضربة قاضية وصفعة في وجه الإدارة والكفاءات الأردنية

ديرتنا – عمّان – كتب توفيق المبيضين

من خلال متابعتي للقاء رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة نايف الفايز  مساء اليوم الجمعة ، ضمن برنامج ستون دقيقة ، على شاشة التلفزيون الأردني ، شدّني كثيرا ، ما قاله الفايز حول أن إدارة  الميناء الصناعي بالعقبة ستكون “أجنبية” ، مؤكدا انه لن يتم خصخصته …!!!

هذا التصريح وهذا التوجه ، أعتبره  صفعة قوية في وجه الإدارة الاردنية ، هذه الإدارة التي أبدعت في إدارة العديد من المنشآت أكانت صناعية او مينائية أو غيرها من المنتجات والخدمات ، حتى وصل الاردن ، ومنذ سنوات طويلة لتصدير  الخبراء في الإدارة سواء كانوا مهندسين او خبراء …الخ ، للدول العربية والأوروبية  وحتى القارة الأمريكية ، فكيف يحدث هذا وعمر الدولة الأردنية قد تجاوز الـ 100 عام ..!!!

لدينا في الاردن “دكاترة ومهندسون في الجباية والضريبة والخصخصة” ، فتجدهم يبذلون قصارى جهدهم “لا سامحهم الله” ، في إيجاد مسميات وأشكال وألوان لها ، لإقناع المواطن بقراراتهم وإيجابياتها ، متناسين ومتجاهلين سلبياتها على الوطن والمواطن .

ذكرني هذا التصريح ، حين تقرر خصخصة ميناء الحاويات قبل نحو 20 عاما  او أكثر ، كنت حينها مديرا لأحد فروع  أكبر بنك اردني وعربي بجنوب الاردن ، و مطلعا على جوانب إقتصادية كثيرة ، منها مشكلة الحاويات ، فكانت الخطة الأولية لخصخصة “دائرة /رصيف الحاويات” ، انه يجب ان تحدث مشكلة كبيرة جدا في دائرة / رصيف الحاويات ، فبدأوا بالإيعاز بوقف شراء الآليات والرافعات الثقيلة ، لتبدأ مشكلة تعطل الآليات والمعدات وإستهلاكها ، لتتدنى الإنتاجية ، ليشتكي بعدها كبار التجار والمستوردون ووكلاء البواخر والشحن والتخليص من تأخر كبير في التنزيل والتخليص والتحميل وإخراج البضائع من الميناء ، ما يكبدهم خسائر كبيرة ، إلى ان وصل الأمر إلى مسامع المغفور له الملك الحسين ، والذي حينها وصل فجأة إلى رصيف الحاويات ليطلع على حجم المشكلة ، هنا جاء دور هؤلاء “دكاترة ومهندسو الخصخصة” فطرحوا الحل ، وهو  خصخصة دائرة / رصيف الحاويات ، ليتولى المدير / المالك الجديد ، شراء المعدات والآليات الحديثة وتعيين الكفاءات ودفع رواتب مجزية لهم ، حيث هي سبب المشكلة الرئيس ، او أهم أحد أسبابها ، فكان القرار ان يتم خصحصة رصيف الحاويات ، وليصبح من بعدها “شركة حاويات العقبة – الدنماركية ” بالشراكة مع سلطة العقبة ، على ان يكون للإدارة أو المالكة الأجنبية الجديدة  ما يزيد على 50 % من حصتها في الشركة …!!!

وحين يضع  مهندسو الخصخصة أعينهم على إحدى المنشآت  ، يلجأون كذلك ، لوقف التعيينات في هذه المنشأة ،  او صنع وإختلاق تعقيدات كبيرة ووضع العقبات لعدم زيادة  او تطوير كوادرها الإدارية والفنية ، فتبدأ هذه المؤسسة بالترهل بكوادرها الإدارية والفنية  ، فمنهم من يُحال للتقاعد او يتم إنهاء خدماته لسبب ما ، ومنهم من ينتقل لرحمة الله ، حيث تبدأ هذه المنشأة جاهدة بتغطية النقص في الشواغر من نفس الكادر الموجود ..، لكن في النهاية ، النتيجة معروفة ، إنهيار للمنشأة وإستقدام (مُنقذ او شريك إستراتيجي) لإنقاذ ما تبقى …!!!! ، إضافة لذلك كله ، يلجأون أحيانا او كثيرا ، لتحويل المؤسسة ، لشركة حكومية ، لإخراجها من المحيط الحكومي ، ولتكون ضمن محيط دائرة مراقبة الشركات بوزارة الصناعة والتجارة  ، ولتصبح مثلها مثل الشركات الخاصة ، بنظام / قانون خاص … ، وهذا كله في النهاية لغايات دخول (شريك إستراتيجي) ..حيث بالإمكان دخول هذا الشريك أجنبيا كان او محليا ، في هذه الشركة او شرائها بأكملها ، في حين كان من المستحيل إدخاله حين كانت مؤسسة حكومية…!!! إضافة لأساليب وطرق كثيرة ، هدفها في النهاية (بيع المنشأة) .

لسنا بحاجة لإدارة أجنبية لإدارة منشآتنا الكبيرة والمتخصصة ، فلدينا من الكفاءات والخبرات الوطنية الكثيرين ، لكننا نحتاج لتغيير وخصخصة  (فكر وعقلية وطريقة تفكير) كثير من (مهندسي ودكاترة الخصخصة) ، وربنا ينتقم من البهلوان وموضة الخصخصة اللي طلعلنا فيه ، وها هو يرقد ما بين السجن والمستشفى …!

أعيد وأكرر ، ومع دخولنا منذ فترة “بالمئوية الثانية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية” ولا زلنا نحتفل بها، فإن تحويل إدارة الميناء الصناعي بالعقبة  وغيره ،  لـ “أجنبية” ، هي ضربة قاضية وصفعة قوية وقاتلة في وجه الإدارة والكفاءات والخبرات الوطنية الأردنية ..وللحديث بقية .

مدير تحرير ديرتنا الاردنية الإخبارية

[email protected]

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى