مقالات

النظامي يكتب : لمن يهمه الأمر

ديرتنا – عمّان

خليل النظامي

أرجوكم أن تتقبلوا مني هذا الحديث بحكم خبرتي المهنية والأكاديمية، بعيدا عن مشاعركم تجاهي سواء كانت بالحب أو بالكره.

لست فطحلا من فطاحل علم الاتصال، ولست بذلك الصحفي الذي تربع على عرش المهنة، إنما أنا مجرد شخص يحمل ثقلين على كاهله ؛ ثقل العلم وثقل الممارسة المهنية، ويحاول بكل إجتهاد أن يخرج بمعرفة أو سلوك جديد على الصعيدين المهني والعلمي.

ودعوني اتسائل ما الذي يمنعك من التسجيل في الدورات الخاصة بفنون الممارسة الصحفية وتبعات هذه المهنة من الناحية السلوكية والقانونية والاخلاقية،،؟

ما الذي يمنعك من تطوير مهاراتك بشكل ذاتي من خلال الاطلاع على الممارسات المهنية في الدول المتقدمة التي تمارس بها الصحافة بشكل نزيه وموضوعي اكبر مما لدينا،،؟

ما الذي يمنعك من استشارة الاستاذة الصحفيين الكبار لدينا، ومحاولة الجلوس معهم للاستفادة مما لديهم في جعبتهم المهنية من خبرات واسعة.؟

ما الذي يمنعك من زيارة اساتذتك استاذة علم الاتصال، والاطلاع على اخر النظريات والمستحدثات على هذا العلم وتعمل على توظيفها في ممارستك المهنية،،؟

قبل سنوات طويلة، وعندما كانت خبرتي المهنية في ممارسة العمل الصحفي ضعيفة، نشرت تقريرا كان يحمل معلومات هامة جدا.

وهاتفني في اليوم الثاني أحد الاستاذة الصحفيين الكبار، وطلب مقابلتي، وكنت اعتقد انه مرسول من قبل الجهة التي كتبت عنها التقرير ويريدني أن اهدأ أو يريد مساومتي.

وكانت الصدمة حين قابلته ، حيث كان كل همه أن يصحح مسار الطريقة والنمطية التي عالجت ووظفت بها في تقريري ما حصلت عليه من معلومات لتحدث تأثيرا أكبر.

قال لي بالحرف الواحد جملة لن انساها ابدا “انت يا خليل طاقة ضخمة ومهدورة” .

فعرفت حينها، أن هناك اساتذة وزملاء يمارسون النقد لأجلي وليس لأجل الغرور او التنظير المهني، اساتذة يريدون لي ولابناء جيلي من الصحفيين تحقيق الممارسة الحقيقية النزيهة التي لم يستطيعوا ممارستها بسبب المناخات السياسية آنذاك.

فلا تعتقدوا يا اصدقائي وكما هو دارج في السوق المهني للوسط الصحفي أن من يحاول ترتيب ممارساتك المهنية بالنصيحة والنقد أنه يغار منك. وانما هو شخص يريد لك الأفضل ويرى فيك ما لم يره في أحد آخر، فلا تعمل على صده وحاول الاستفادة منه بشكل جدي.

فنحن في زمن سرقة الافكار وسرقة المعرفة وتبنيها من قبل المفرغين، وعليك أن تتميز وهذا التميز لا يأتي وأنت تجلس خلف ديسك التحرير إن كنت تدرك حقا ماذا يعني أن تكون صحفي

زر الذهاب إلى الأعلى