المبيضين يكتب : من قتل الوسط التجاري لمدينة الكرك..؟ وأين هم فرسان النهضة ..”
ديرتنا (خاص) – الكرك – كتب توفيق المبيضين
المتجول هذه الايام بشوراع الوسط التجاري لمدينة الكرك ، لن يرى ما يسر باله ، ولا يُسعد خاطره ، فما سيراه هو ، أبواب محال تجارية مغلقة ، بعد ان كانت عامرة بالبضائع المتنوعة ، يرى قططا وكلابا ضالة ، يرى بعض قدامى من بقوا وتمسكوا بوسط المدينة ، منهم من ابناء المحافظة ، وآخرون من عمال وافدين .
كانت منطقة عامرة بأهالها وحيويتهم وشوارع ملأى بالناس من أهل المنطقة ومن القادمين من مناطق مجاورة ، كانت مزدحمة وحيوية حتى لحظة دخول التنظيم الجديد للشوارع الرئيسية ، هذا التنظيم الذي “لهط” أكثر من نصف الشوارع ، وأبقى على مسرب ضيّق لسيارة واحدة وترك الباقي أرصفة حجرية ، ولا ننكر ان هذا التنظيم وحّد شكل وهوية واجهات وأبواب المحال التجارية فارجعها للزمن الماضي ولهويتها التراثية ، العريقة ، لكن للاسف ، معظم هذه المحال أغلقت ، فلا يوجد زبائن ، ولا يوجد سيارات مارة ، إلا القليل ، بإستثناء كم باص “كوستر” عمومي وغيره ، حيث لم يعد بإمكان أحد الوقوف للتبضع وشراء الحاجيات .
من تسبب بمثل هذه الكآبة لهذه المدينة العظيمة ، لا بل لهذه المملكة المؤابية…؟ ، وبعد عدة جلسات فردية ونقاشات حول القضية ..، البعض من الأهالي ، يتهمون الحكومات المتتالية ، وأنها سياسيى الدولة ، وقد أخالفهم في هذه ،بعضهم يتهم رجالات الدولة من ابناء المحافظة نفسها ” أي المسؤلين الكركيين السابقين” ممن إستلموا مناصب متقدمة ، كرؤساء حكومات ووزراء ومدار عامين ..الخ ، حيث يتهمهم الكثير من ابناء المحافظة ، بأنهم قصّروا بخدمة وتنمية مدينتهم وبعضهم زاد ورفع السقف ، قائلا أكثر من ذلك ، … وانا شخصيا أرى انهم قد يكونوا قصّروا ، لكنهم لم يتخاذلوا ولم يتخلوا عنها ، حيث كان بإمكانهم وهم في السلطة ، أن يعطوا مدينتهم ومحافظتهم إهتماما كبيرا ، أكبر بكثير مما إستطاعوا تقديمه ، فهي مسقط رأسهم ،والآن هي تحتضن قبورهم بعد رحيلهم ، ولم تتخلى عنهم ، بالرغم ما يقال … ..!!
لم يعد صحيحا ولا صحيا أن نندب الماضي ونتذكر فقط تقصير من رحلوا أو من هم على فراش المرض حاليا ، فقد يكونوا حاولوا ، أو عملوا وإجتهدوا ، لكنهم لم يبدعوا ولم ينجحوا ، فلكل مجتهد نصيب ، وقد يخطئ وقد يصيب ، للنسى هؤلاء ونترحم عليهم ونتذكر الحاليين والوضع الحالي والقائم ، حاليا ، لدينا مجلس إعمار الكرك ، وهو مؤسسة قانونية ورسمية وعليه مسؤوليات كبيرة جدا جدا ، منها تصحيح أخطاء الماضي ، أو إكمال ما لم يتم تكملته حينها… ، إضافة إلى التنمية والتطوير .
صحيح أن منطقة مدينة الكرك والوسط التجاري فيها ضيقة وصعبة طبغرافيا ، ومن المعرف ان في أسفل المدينة مُغر وكهوف وأنفاق ، ما دفع بكثير من سكانها للإنتقال للسكن في مناطق أخرى قريبة كالمرج والثنية ومؤتة وغيرها ، وتم هجر منازلها القديمة ، علما ان بعضها يأوي عمالا وافدين حاليا ، …، هذا الحال يشكل مسؤولية كبيرة على مؤسسة إعمار الكرك وعليهم واجب وجهد كبير وهو إعادة إحياء الوسط التجاري للمدينة .
ومن المقترحات التي من الممكن عملها ، تحويل الكثير من المنازل القديمة ، إلى مطاعم ومقاهي للعائلات والسياح وغيرهم ، فهذه خطة بدأت في احياء العاصمة عمان القديمة قبل عدة سنوات ولا زالت تتوسع وتكبر ، كجبل عمان وشارع الرينبو ووسط البلد وجبل اللويبدة والمناطق المحيطة بهما ، كذلك اصبحت هذه المشارع في الفحيص والسلط ومادبا وغيرها كما قامت به من فترة بعض الدول المجاورة لنا مثل سوريا ولبنان والسعودية وغيرهما ، وهذا واجب المستثمرين والقطاع الخاص ـ وهؤلاء ياتون ويباشرون حيث تتههيأ لهم الظروف المناسبة كتهيئة البنية التحتية وصيانتها او إعاة عملها ، وممكن الإستملاكات وسن التشريعات ووضع الخطط المناسبة والقرارات الفاعلة ، وصدقوني لو تم ذلك ، لوجدت الآلاف يوميا في النهار والليل بوسط المدينة يأكلون ويشربون ويسهرون وينتدون ، وبدل ان تكون المنازل المهجورة كئيبة ومليئة بالكلاب الضالة والقطط والافاعي والعقارب ، ستجدها بعد إجراء الصيانة اللازمة ، مطاعم ومقاهي فاخرة سياحية وغير سياحية إضافة للمراكز الثقافية والفنية ، وهذا سيعمل على تشغيل ايادي عاملة وطنية ويخفف من البطالة ، وإن كان السبب عدم وجود الأموال اللازمة ، فلتؤسس شركة مساهمه بمن يرغب ويستطيع المشاركة ، وسيتوفر المال ، المهم النيئّة والعزيمة ، وإن كان الحاليين ، مترددين لا يستطيعون القيام بهذه الخطوة الهامة والمصيرية ، فليستريحوا ويفتحوا المجال لمن يستطيع ومنهم الشباب المتعلم والمثقف والمتحمس ، وهم كُثر والحمدلله .
فهذه دعوة لمجلس إعمار الكرك وبلدية الكرك الكبرى ومجلس المحافظة ويمكن إدخال النواب إن رغبوا ، للجلوس معا والتباحث والخروج بكل ما هو مفيد لإعادة إحياء وسط المدينة يليها تشكيل لحان و تكليف ، للدراسة والخروج بالحلول والتوصيات اللاومة ووضع الخطط القابلة للتنفيذ ، وللحديث بقية ..
مدير تحرير ديرتنا الأردنية الاخبارية – ديرتنا نيوز