فضفضة شابة (3)..لماذا نحن متعبون؟
ديرتنا – عمّان
نيڨين العياصرة
هذا السؤال لم أعي اجابته الا متأخرًا، بعد سنوات من الخبرة والتجول بين ملامح البشر من حولي، كنت دائمًا مستمعة لحديث النساء والرجال والذكور حتى الأطفال، لأحصل على إجابة تقنعني من حياة الكثير منا.
فوجدت أن جميعنا متعبون لسبب أننا نفكر بعمق بكل تفاصيل الأمس واليوم والغد ، نفكر بعمق بيوم لم يضيف لنا شيئا، بذلك المبلغ المتبقي بجيوبنا، بذاك الشخص الذي التقينا به، بالإمتحان الذي لم ننجح به ، بجملة سمعناها، بحياة غيرنا التي نتمناها، بتعليق أحدث جرح بداخلنا، بماض مضى بكل مافيه، بغد لا نعلم اذا كنا جزءا منه.
بالتالي أصبحنا نستنزف طاقتنا ووقتنا في التحليل والتفكير في الكثير من الأمور التي لا تستحق، وفي الكثير من الأحلام المستحيله، وأنا لا انفي أننا بحاجة لتفكير عميق في بعض الأمور، وبالمقابل نحن بحاجه للتجاهل والتجاوز لكثير من الجوانب حتى نستمتع بيومنا.لأن التفكير بعمق يشغلنا عن إتخاذ القرار الصحيح، ويضيع الفرص، ويصيبنا بالأمراض والقلق، وحتى نتجنب أن نكون عميقين في فهم من حولنا، علينا أن نحيط انفسنا بدائرة هي لنا ولمن نثق ونحب فقط، لأن التوسع بها يسمح لنا بطرق باب التفكير حول صفاتهم وسلوكهم وكيفية التعامل معهم ، ولعل أكثر ما يشغل الإنسان عن التقدم بحياته انسان.
إن التفاصيل يعشقها الشيطان، ويعشق أن يشغلك بها حتى لا تستمتع بالموجود وتبقى بانشغال تام بما ليس موجود، أو بذلك الشخص الذي خذلك،وبذلك الدينار الذي لم يأتي، لذلك عش يومك دون أن تتعمق ، فهذه الحياة كلما تعمقت بها تعبت أكثر.
ولتكن أحلامك قريبة لمهاراتك ، قريبة لطاقتك وللمتاح لك ، واقترب ممن يعزز عملك وحلمك حتى لا تيأس.
لعل حروفي هذه جاءت من ملامح شابة وقلب عجوز ومختصه ، لأن التفكير بعمق لن يمنحك الا عمرًا فوق عمرك، وهمًا فوق همك، السطحية نعمة وإن كانت صفة غير محبذه للكثير.