مقالات

مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز “رحلة تحول تعليمية نحو الإبداع تواجه تحديات جسام”

ديرتنا – عمّان – كتب محمد حسن المومني :
تعتبر مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز نموذجا مثاليا للتعليم الذي يسعى لتحقيق الابتكار والتميز في جميع جوانب العملية التعليمية، حيث تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها من خلال فلسفة تقوم على توفير البيئة التعليمية المحفزة من خلال تطوير قدرات ومواهب الطلاب وتبني فلسفة التفكير النقدي ومشروع تطوير المهارات الحياتية..
ومع ذلك، تعاني هذه العملية من تحديات تؤثر على سيرها بسلاسة وكفاءة، فمسألة نقل الطلاب من وإلى المدرسة يعد امرا بالغ الاهمية حيث تعتبر سلامتهم والتي هي جزء من سلامة المجتمع امرا لا يمكن التنازل عنه، بالاضافة الى ان تشخيص هذه التحديات بشكل دقيق يعتبر جزءا اساسياً من تطوير نظام التعليم وتعزيز جودته، فهذه المدارس لا تمتلك الموارد التي تمكنها من تأمين عمليات نقل آمنة ذات معايير جودة ملائمة لطلاب المدرسة ويعود ذلك الى الفشل المتمثل في سوء ادارة هذا الملف لأسباب مرتبطة بتفعيل التشريعات الناظمة والتي تعد جزءاً من العملية التعليمية التي تديرها إدارة التعليم العام في وزارة التربية والتعليم ومتابعة هيئة تنظيم قطاع النقل البري ، وتعتبر مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز الموجودة في منطقة المقابلين بالعاصمة عمّان ،  نموذجا لادارة مشروع تميز الطلاب الذين اجتازوا امتحان القبول. ومعظم هؤلاء الطلاب القاطنين في تجمعات سكنية بعيدة نسبياً عن المدرسة يواجهون صعوبات كبيرة مرتبطة باسباب متعلقة بالكلف المرتبطة بخدمات النقل الطلابي الأمر الذي دفع بوزارة التربية والتعليم لمنح تسهيلات للشركات التي تقدم خدمات النقل والتي اصبحت فيما بعد حكراً على إحدى المؤسسات التي أُثير حولها جملة من المخاطر المتعلقة بالكفاءة والاستدامة والمخاطر الأمنية والجداول الزمنية والتأخير بالإضافة الى مخاطر متعلقة بالاستغلال وسوء الخدمة المقدمة الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على التحصيل الأكاديمي للطلاب وسبّب تراجعا وضغطا نفسيا على الطلاب بسبب التوتر والقلق والاستقرار النفسي.
جملة المشكلات المتعلقة بخدمة النقل ساهمت بشكل فاعل في تراجع معايير التميز بسبب التجربة السلبية للطلاب في عملية النقل وتأثير ذلك على مشاركتهم وتفاعلهم بالدراسة وحتى تأثير ذلك على الاستقرار الاكاديمي للمعلمين مما انعكس سلبا على جودة التدريس والتفاعل مع الطلاب الأمر الذي شكّل عاملاً مهما في رغبة الكثيرين وخاصة الإناث منهم لترك المدرسة، وذلك ضمن دراسة اعدتها إدارة المدرسة في وقت سابق مطلع هذا العام، فوجود شركة تسيطر على سوق النقل من وإلى مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز أدى الى زيادة التكاليف نتيجة عدم وجود منافسة كافية تضغط على الاسعار بالإضافة إلى تدهور الخدمة كون الشركة لم تصبح ملزمة بتقديم خدمة عالية الجودة نظرا لنقص المنافسة وعدم وجود بدائل لأولياء امور الطلاب. نتيجة لذلك شهد مطلع هذا الفصل الدراسي احتجاجاً واسعاً من اهالي الطلاب للتغلب على مشكلة الاحتكار في قطاع النقل مطالبين هيئة تنظيم قطاع النقل البري ووزارة التربية والتعليم بتنظيم القطاع بشكل يضمن حماية متلقي الخدمة وتوفير خدمات نقل عالية الجودة بأسعار معقولة الا ان هذه المطالبات لم تجد آذانا صاغية حتى يومنا هذا ليستمر هذا التحدي الخطير في اشغال منظومة التميز في تفاصيل خارجة عن إطار الغاية التي من اجلها جاء الايعاز الملكي لتطوير المواهب الطلابية والتي اسهمت كما يبدو في عزل مضامين التوجيهات الملكية عن اطارها التي وضعت فيه والتي أرسى دعائمها جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم .

✍️ محمد حسن المومني

زر الذهاب إلى الأعلى