من الذي يسعى لشيطنة الحركة الاسلامية؟!..

ديرتنا – عمّان

محمود الدباس

مع مقتي ورفضي الشديدين والقاطع لمصطلح “شيطنة” والذي يتم اطلاقه على ايٍ كان.. الا انني ساستخدمه في هذا المقال من باب التوضيح..

بادئ ذي بدء لست اخوانيا.. ولست من مناصيري تنظيم الاخوان.. ولست ضدهم لعمل توازن سياسي في الحياة الديمقراطية.. فلهم نكهتهم الخاصة.. وعلى مدى سنوات تأسيس الدولة الاردنية.. كثير من الاحيان كانوا ممن ييساهمون بضبط الامور من الانجرار الى مالا يحمد عقباه..

ومن المنظور السياسي.. فلا يحق لاحد كائن مَن كان ان يحرمهم حقهم في الوصول الى ما يحق لغيرهم الوصول اليه..
وكفل الدستور الاردني للجميع حق التعبير السليم عن الرأي في اي مسألة.. فما بالنا بتنظيم له جذوره وبنيانه ومؤيدوه؟!..

وانا مع اي حزب او جهة مرخصة حسب القوانين والانظمة بان تمارس حقها المشروع ضمن القوانين والاعراف الاردنية.. ومن البديهي انها ستكون حريصة على أمن واستقرار الوطن كأي مكون رسمي او مدني..

ومن معايشتي الطويلة ومعرفتي بالكثير من ابناء وقيادات ومناصري الحركة الاسلامية.. فانني كنت وما زلت على يقين بأن بذرتهم طيبة.. ونواياهم سليمة.. ولا يحتاجون هذه الشهادة مني.. الا انها كلمة حق يراد بها حق والله الشاهد على ذلك..

ومنذ ما يسمى بالربيع العربي الذي كشف الكثير من الشخوص على حقيقتهم وبانت نواياهم.. وبذلوا كل ما يستطيعون لتحقيق اهدافهم الشخصية.. وركبوا الموجة بأعلى طاقاتهم.. لعلهم ينالوا ما يحلمون به.. فقد كان للحركة الاسلامية (الاخوان) نصيب من هذه التحركات في معظم الدول العربية.. والاردن ليس بمنأى عن ذلك..

وهذا برأيي ليس من اساسيات وابجديات هذه الحركة.. وانما اعزوه لاجتهاد بعض من قياداتها.. لعلي اكون منصفا لمبدأ الحركة.. وبالتالي اصبحت هناك حالة جفاء بين الحركة والمؤسسات الرسمية المعنية بهم.. وزاد مستوى الحساسية تجاه اي فعل تقوم به الحركة..

ولا يخفى على كل ذي لب.. ان الحركة الاسلامية في الاردن هي جزء من التنظيم العالمي لها.. ولا يمكن بحال من الاحوال التنصل من ذلك او اخفائه.. حتى وان وصل الامر وغيروا الاسم..
وهذا يدعونا الى تفهم موقفهم المتشدد في موضوع غزة.. كون حماس هي امتداد لهذا التنظيم.. وبالتالي يشعرون بانهم الاقرب اليهم.. وواجب الوقوف معهم بشتى الطرق هو متأصل فيهم وأمر مبداي..

ومن خلال ما تقدم.. فليسمح لي كل من هو مسؤول في الحركة ان اقول له كلمات من القلب الى القلب..
ما يحدث في غزة ادمى افئدتنا جميعا.. اخوان وغير اخوان.. مسؤولين وغير مسؤولين.. يسار ويمين.. ولن يزاود احد على الاخر في نصرة الاهل ضمن المعقول والمتاح..

وان وقفات الاردنيين للتعبير عن موقفنا تجاه ما يحدث.. لهو مساندة ودعم كبير للدولة في توجهها وما تقوم به.. وعلينا جميعا ان نضمن ذلك الدعم للدولة حتى تتمكن من تحقيق ما تدعو وتسعى اليه.. ولا نشتت طاقاتها.. ولا نعيث فسادا بمقدراتنا.. ولا ننال من عزيمة قواتنا واجهزتنا الامنية بقصد او بغير قصد..

ومن ايماني المطلق بان اساس الحركة الاسلامية انها لا تسعى الى الخراب والدمار وبث الفتنة وانهاك قواتنا واستنزاف مجهودهم في غير الذي نذروا ارواحهم لأجله.. وكلي ثقة بان الزخم الاكبر في الاحتجاجات هو لهم.. وان قلة قليلة تركب موجتهم لتمرير اجندات غير شريفة.. ويتسترون تحت وقفاتكم..

فلو انكم تقفون كما عهدكم الاردن في السابق.. بوقفاتكم الانضباطية والسلمية.. والمؤَمَنَة من قبل شبابكم.. حتى لا بتجاوز احد الخطوط التي رسمتموها لتلك الوقفة.. والبعيدة عن الاحتكاك مع رجال الامن.. وتكونوا واضحين وبعيدين عن اصحاب الاجندات ممن يريدون ويهدفون الى خلق البلبلة والفتنة.. وتنكرون بشكل علني فعلهم.. وتقوموا باخراجهم من بين صفوفكم.. فكلنا ثقة بأن تنكشف نواياهم.. وتتعرى وجوههم امام الجميع.. ولن يشيطنكم شريف.. ولن يكيل عليكم الاتهامات عادل ومنصف وصاحب خلق رفيع.. وستفَوِّتون الفرصة على اي شخص او جهة للنيل منكم.. ولن تقعوا في فخ شيطنة انفسكم..

فخطوة واحدة منكم الى الوراء.. او الى جنب.. كفيلة بكشف اصحاب الاجندات الخبيثة.. وستكونوا من السالمين..

محمود الدباس – ابو الليث..