مقالات

الغزو على الطريقة الإيرانية

ديرتنا – عمّان – كتب د.ابراهيم القريوتي من إيطاليا :
عندما كانت القبائل العربية أيام الجاهلية وما بعدها ، تغزوا بعضها البعض ، لم تكن هناك تحذيرات و تهديدات للجهات الأخرى تسبق عملية الغزو وكانت في غالب الأحيان حربا فعلية تسودها الويلات و تسفر عن وقوع العديد من الضحايا وعمليات الأسر و السبي وما أشبه ذلك من ميزات الغزو و السطو .
لم تكن هناك تحذيرات مسبقة ، بل كان عنصر المفاجئة و المباغتة هو السائد آنذاك (على الرغم من أننا نتكلم عن عصر الجاهلية ) ، وكانت القبيلة الغازية هي التي “تنتصر ” و تعود إلى ديارها محملة بالغنائم على خلاف أنواعها ..
صحيح أن في ذلك العصر ، لم تكن هناك وسائل إعلامية أو منصات التواصل الإجتماعي حتى يهدد الغزاة من خلالها الطرف الآخر ! .. إلا أن القبائل نفسها ” متسلحة بالدهاء و الفطنة ” ما كانت لتبعث برسول للجهة المعادية، أو تقوم بإرسال ما نسميه بالعامية “”طارش”” كأنه يقول للطرف الآخر “أننا قادمون فاستعدوا” !!
هذا في الجاهلية ، و أما في عصر الذرة و العلم ، و مع وجود وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، فالبعض يستغل أسلوب الجاهلية و عنصر المفاجئة ، الذي هو أنجح من الدعاية والإعلان ، ولهذا عندما تقوم أمريكا بترهيب الشعوب وقصف بلدانها و تدمير بنيتها التحتية ، لم ترسل إشعارات مسبقة بالعدوان، وهذا ما فعلته عندما قصفت بلدان العالم و البلدان العربية و من بينها العراق ، و سوريا ، و اليمن ، و السودان و الصومال .. و القائمة الإجرامية تطول !
وهكذا فعل و يفعل العدو ا ل ص ه ي و ن ي عندما يقوم بعمليات القصف المتواصل في غزة و لبنان و سوريا و التي آخرها قصف القنصلية الإيرانية في دمشق و إبادتها و قتل من فيها ، (الأمر الذي لاشك فيه أنه يؤلمنا كعرب مسلمين ، و يؤلم كل شرفاء العالم ) .. إلا أنه أثار حفيظة إيران و غضبها و للمرة “الألف” على التوالي ، و تعاملت مع هذا الاعتداء الصارخ بالإستنكار و التهديد و الوعيد الذي عودتنا عليه إيران ، و عودت حتى الأطفال منا على هذا النمط المتكرر منذ سنوات طويلة ، و صرح زعمائها كالمعتاد بأنهم يحتفظون بحق الرد في المكان و الوقت المناسب، لتصبح إيران هي أكثر دولة في العالم تحتفظ بحقوق الرد المتراكمة في صندوق مقفل ، ربما امتلأ و ضاع مفتاحه .!؟
نحن كعرب مسلمون ، وعلى الرغم من ( خلافاتنا مع إيران ) ؛ فإننا لسنا من الشامتين لا قدر الله ، ذلك لأننا أبناء أصول، و أن المعتدي هو عدو مشترك للأمتين العربية و الإسلامية.. لكننا في ذات الوقت، نسأل الدولة الإيرانية، إلى متى يستمر الإستخفاف بعقول البشر و الإستهتار بمشاعر الناس ؟؟
ماذا يفيد التهديد و الوعيد ؟؟
وماذا وراء الإحتفاظ المستمر بحق الرد ؟؟
إن لم يكن ردكم على العدو من أجل القدس و فلسطين ، فليكن من أجل كرامتكم و كرامة شعبكم الذي ينتظر هو نفسه ردكم !
أليس من الأولى بكم أن تتبعوا أسلوب الجاهلية في الغزو ، لعله يرد لكم إعتباركم ؟؟ ، و الإستفادة من عنصر المباغتة و المفاجئه ؟
أم أنه الغزو على الطريقة الإيرانية !!؟
زر الذهاب إلى الأعلى