اضاءات

هل سيرُد كيان الاحتلال  ؟

ديرتنا – عمّان – كتب خالد عبدالحق

ذكرنا قبل أيام ، ان طهران لا يوجد امامها خيار إلا الرد العسكري ، وكما قلنا ستكون الضربة محدودة وستكون الضربة عبر القوات المسلحة الايرانية ولن تكون عبر حلفاء ايران في المنطقة ، وذلك بعد اغلاق ابواب الحل السياسي والدبلوماسي في مجلس الامن وعبر الوساطة الدولية والاقليمية …، فجاء الرد الايراني عبر اطلاق عدد من الطائرات المسيرة وعدد من الصواريخ ، وهذا يعني ان ايران نفذت ما وعدت به .
جاء هذا الرد على العملية العسكرية التي نفذتها قوات الاحتلال  عندما قصفت القنصلية الايرانية في دمشق ، كان المطلوب من تلك العملية اتساع العملية العسكرية في المنطقة وجر الولايات المتحدة الامريكية وحلفاء الاحتلال لمعركة اوسع في المنطقة وانهاء الحراك الشعبي داخل دولة الاحتلال الضاغط على الحكومة والمطالب بالجلوس على طاولة المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية واستعادة الاسرى المحتجزين لدى المقاومة ،  كل هذا فشل فشلا ذريعا .
النتائج :
اثبت الواقع العملي ان هذا الكيان الصهيوني غير قادر على حماية نفسة امام أي تهديد ، وكان هذا وضحا وعلى لسان  المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي ، عندما قال “نحن وشركائنا فرنسا وبريطانيا إستطعنا اسقاط عدد كبير من الطائرات والصواريخ قبل وصولها  الى اسرائيل” كما جاء ذلك ايضا على لسان الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال ،  وشكر الاصدقاء على هذا الانجاز ،  وفي الحقيقة هذا ليس انجاز ، بل ادراك ان كيان الاحتلال إعترف بأن الضربة الإيرانية ، كلفته مبلغ  1.3 مليار دولار في اقل من 10 ساعات .
مع هذا التحول في الصراع الاقليمي في المنطقة ، هل ستنجح الولايات المتحدة الامريكية في اصدار قرار او بيان من قبل مجلس الامن..؟ ،  الواضح ان الادارة الامريكية لن تنجح في ذلك ، في ظل الموقف الروسي والصيني ،فهل ستنجح الادارة الامريكية بالضغط على نتنياهو وعلى حكومة كيان الاحتلال بعدم الرد في العمق الايراني ويكتفي بالرد على مواقع ايرانية في سوريا ولبنان ..؟ ام سينجح نتنياهو في الضغط على الادارة الامريكية بالإستمرار في حرب الابادة التي يشنها منذ اكثر من 6 شهور واجتياح رفح ، هذا مع إستبعاد فتح معركة اقليمية في المنطقة والحفاظ على عملية الاشتباك على الجبهة الشمالية وهي جبهة اللبنانية .
اليوم وبعد كل ما تم طرحة ، الخيارات  امام نتنياهو محدودة ، فإما الذهاب تجاه ضربة في العمق الايراني واشتعال معركة في الاقليم وستكون النتائج كارثية على الادارة الامريكية وعلى شركاء الولايات المتحدة مع وجود التهديد الروسي الذي قال ، اذا تدخلت الولايات المتحدة الامريكية سنتدخل في الحرب ،  او الذهاب على اجتياح رفح وستكون النتائج وخيمة وسيرتفع اعداد الشهداء لرقم أكثر رعبا ،  وبهذا الخيار ستدفع الولايات المتحدة الامريكية ثمنا سياسيا كبيرا جدا ، وفي كل الاحوال لن ينجو نتنياهو من العقاب.

زر الذهاب إلى الأعلى