مقالات

الأسر الأردنية وضغوطات كلف التغير المناخي على الدخل: التحديات والحلول

ديرتنا – – عمّان – كتب أ.د. محمد الفرجات

تواجه الأسر الأردنية تحديات جدية ناتجة عن التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية واقتصادياتهم. يتعين علينا فهم الآثار السلبية لهذه التغيرات وضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لتخفيف الضغوط وتحسين الاستدامة الاقتصادية.

1. تأثير الحرارة المتطرفة بالطلب على الطاقة:

بفعل التطرف في درجات الحرارة، يرتفع الطلب على الطاقة في الأشهر الصيفية والشتوية. يتسبب ارتفاع درجات الحرارة الصيفية في زيادة استخدام المكيفات وأجهزة التبريد، مما ينعكس سلباً على فواتير الكهرباء للأسر والمؤسسات مثل الفنادق والمدارس. في المقابل، يتزايد الطلب على الوقود والكهرباء للتدفئة في الشتاء، مما يزيد من تكاليف الطاقة ويضع ضغوطاً إضافية على ميزانيات الأسر.

2. الصحة والتكاليف الطبية:

تعاني الأسر من زيادة في حالات الأمراض نتيجة التغيرات المناخية، سواء بتفاقم الأمراض المعروفة أو ظهور أمراض جديدة. هذا يؤدي إلى ارتفاع كبير في التكاليف الطبية وكلف التأمين الصحي، مما يزيد الضغط على الموارد المالية للأسر ويقلل من قدرتهم على التكيف.

3. نقص المياه وتأثيره على أسعار المياه:

مع زيادة الشح المائي، يتعين على الأسر شراء المياه من الصهاريج التجارية بأسعار مرتفعة. هذا التحدي يزيد من تكاليف المعيشة ويضع ضغوطاً على موارد الأسر الأساسية.

4. الزراعة وأسعار الغذاء:

تتأثر الزراعة بشكل كبير بسبب التغيرات المناخية، مما ينتج عنه قلة في الإنتاج بسبب التدهور في جودة التربة والتصحر. يزيد هذا الوضع من أسعار الغذاء محلياً وعالمياً، مما يزيد من الضغوط على ميزانيات الأسر ويؤثر على الأمن الغذائي.

5. التأثير على السياحة البيئية والدخل المحلي:

تتعرض الموائل السياحية البيئية في الأردن للجفاف، مما يؤثر على جاذبيتها للسياح ويقلل من عدد الزوار. هذا التأثير يؤدي إلى تراجع دخل مشغلي الخدمات السياحية، مما يعزز من التحديات الاقتصادية في المناطق المتأثرة.

6. الاثر على الفقراء:

يتأثر الفقراء بشكل أكبر بالتغيرات المناخية، حيث تكون بيوتهم أقل مقاومة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف. هذا يجعلهم أكثر عرضة للخطر ويحد من قدرتهم على التكيف والتأقلم.

حلول مقترحة ودعم دبلوماسي:

يجب على الحكومة الأردنية التصدي لتحديات التغير المناخي بشكل فعال، وذلك من خلال تعزيز السياسات البيئية المستدامة ودعم الابتكارات التكنولوجية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة العمل بجد لجذب التمويل الدولي لتمويل مشاريع الاقتصاد الأخضر وبرامج التكيف والتأقلم مع التغيرات المناخية. هذا يتطلب مشاركة فعالة في الجهود الدولية والدبلوماسية لتحويل جزء من الدين الخارجي إلى مشاريع تعزز الاستدامة وتقلل من تأثيرات التغير المناخي على الأردن.

إن التغيرات المناخية تشكل تحدياً حقيقياً للاقتصادات المنزلية في الأردن، وتتطلب استجابات شاملة ومتكاملة لتعزيز مرونة الأسر والمجتمعات في مواجهة هذه التحديات العالمية. يجب على كافة الأطراف المعنية العمل سوياً لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على استقرار الأسر والمجتمعات في ظل التغيرات البيئية السريعة.

زر الذهاب إلى الأعلى