مقالات
آه يا سميرة ، فتنتي البشر ، مغنية و متقاعدة
ديرتنا – عمّان
الدكتور ابراهيم القريوتي / ميلانو – إيطاليا
باعتقادي أن قضية سميرة توفيق مش محرزة لهاي الدرجة ، و يكفي مسائلة قسم المناهج حول الموضوع أو نقد المشرف بهدف التغيير أو العدول عن تضمين كتاب الفنون “لتراث” سميرة توفيق أو عبده موسى أو غيرهم من الفنانين الشعبيين و المطربين الأردنيين.. و هؤلاء “ربنا الله” ليس لهم علاقة بما حصل ، حيث أصبحوا على ألسنة الناس و تصدروا المشهد في صفحات الإعلام و السوشال ميديا ، في وسط من الإنتقادات التي تحولت فيمابعد إلى “ردح” و شتائم بين راض و مستنكر .. لكن هذا موضوع آخر>>
المشكلة في الموضوع أن غالبية الأشخاص الذين تدخلوا و علقوا و أعربوا عن امتعاضهم و استنكارهم لهذه “المؤامرة المنهجية ” .. وفي غالبيتهم من يعتبرون أنفسهم من المثقفين و الدارسين وحتى بعض الإعلاميين.. كل هؤلاء لم يتناولوا في حياتهم قضايا وطنهم و أمتهم المصيرية، ولم نرى لهم منشورا أو مقالة واحدة حول ما يتعرض له الوطن من تهديدات خارجية تستهدف حدوده و أمنه و استقلاله ، كما لم نرى لهم موقفا مناصرا بالجهر لأشقائنا في غzzة وف لسطين الذين يتعرضون لحرب الإبادة الجماعية من قبل العدو ال$هيوني المحتل .. على الرغم من قناعتي أن مثل هذه المواقف تحتاج إلى رجال رجال و إلى نساء ماجدات محتسبات !!
و الأدهى من ذلك أن الجدل الذي دار حول سميرة توفيق ، تحول إلى نقاش مسكين و بنكهة عنصرية و طائفية ( بالرغم من عدم مشاركة الأخيرة في كل هذه المهاترات) .. نعم هي غنت و ربما “غمزت” و رقصت ، لكنها لم تؤذي أحدا قط .. وما لفت انتباهي أن البعض قال أنها أصلا مش أردنية ، و أنها أرمنية، و تارة مسيحية و من أصول سورية و لبنانية .. إلى آخر ذلك من حديث عنصري لا علاقة له بالوطنية و لا يمت بصلة إلى أصالة الشعب العربي الأردني الطيب و المضياف.. ناهيك عن أن إحدى مدرسات الأجيال في مدارس المملكة قالت بالحرف الواحد (( وكمان هيه درزية )) .. يعني يا أساتذه لو كانت هذه المطربة غير درزية أو سنية “”على سبيل المثال “” كان من الصح أن تكون أغانيها ضمن منهج الفنون؟ أم أن كل هذه المصطلحات و النميمة، ما هي إلا تعبيرا على الجهل و الإنغلاق وحتى الإجحاف بكرامة من يحمل الجواز الأردني .
نحن شعب عربي أردني بمسلميه و مسيحييه من أبوين عدنانيين قحطانيين و من مختلف المنابت و الأصول ولنا بعد قومي جعلنا منه القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية و الاستراتيجية.. فلا مكان بيننا لأقطاب العنصرية و الطائفية ، و رواد الفتنة التي طالما حاربتها منذ نعومة أضفاري .. والله ولي التوفيق .
الدكتور إبراهيم القريوتي