اعلى الصفحةمقالات

لماذا العزوف عن الزواج في الأردن؟

ديرتنا – عمّان (خاص)

بقلم الدكتور محمد جودة.. والمهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان

*نص المقالة:*

في حديث جمعني بشابة جميلة، صيدلانية، اقتربت من الثلاثين، سألتها: “لماذا لم تتزوجي بعد؟” وجدت أن الابتسامة لا تفارق وجهها، وأجابت ببساطة: “صار معنا مصاري.” ومن خلال أسئلتي لها، وصلت إلى مجموعة من الأفكار والأسباب التي تشرح عزوف الكثير من الفتيات في الأردن عن الزواج.

عزوف الفتيات في الأردن يمكن تفسيره من خلال عوامل اجتماعية، اقتصادية، وثقافية متعددة، نلخصها فيما يلي:

1. *الظروف الاقتصادية:*
– الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف الزواج والمهور تعتبر من أبرز الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات لتأجيل الزواج.

2. *التحصيل العلمي والعمل:*
– تسعى العديد من الفتيات إلى متابعة تعليمهن العالي والانخراط في سوق العمل، مما يمنحهن استقلالية مالية وفرصة لتحقيق الطموحات الشخصية، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيل الزواج.

3. *تغير الأولويات والقيم:*
– مع تغير الزمن، تغيرت أولويات الشباب والشابات، حيث يفضل البعض التركيز على التطور المهني والشخصي قبل التفكير في الزواج.

4. *التجارب الشخصية:*
– قد تؤثر التجارب السلبية التي شهدتها الفتيات سواء في العائلة أو من خلال الأصدقاء على قرارهن بشأن الزواج.

5. *الاستقلالية:*
– الفتيات اللواتي حققن استقلالاً مالياً وشخصياً قد يجدن صعوبة في قبول فكرة التخلي عن هذه الاستقلالية من أجل الزواج.

أيضاً، ظاهرة الفتيات اللواتي يخرجن إلى المقاهي ويدخنَّ الأرجيلة مع أصدقائهن ليست مجرد تسلية، بل هي تعبير عن التغيرات الاجتماعية والنفسية التي تعيشها الفتيات في الأردن. ومن الأسباب المحتملة:

1. *الراحة والانتماء:*
– الفتيات يشعرن بالراحة عند قضاء الوقت مع أصدقائهن بعيداً عن الضغوط المجتمعية المرتبطة بالعلاقات العاطفية.

2. *البحث عن الاستقلالية:*
– الخروج مع الأصدقاء يعتبر فرصة للاستمتاع بالحرية والابتعاد عن توقعات الزواج والالتزامات.

3. *الابتعاد عن العلاقات العاطفية المعقدة:*
– بعض الفتيات قد يفضلن تأجيل العلاقات العاطفية والتركيز على الصداقات والأهداف الشخصية.

التحولات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الأردني، وخاصة فيما يتعلق بتحقيق الفتيات للاستقلال المالي والمهني، تؤدي إلى تغيير نظرة الفتيات للزواج. في ظل هذا التحول، أقدمت على اقتراح حل عملي لمواجهة التحديات الاقتصادية المرافقة للزواج، وهو فكرة “صندوق الستر”.

*صندوق الستر:*

الصندوق يهدف إلى دعم الشباب الأردنيين المقبلين على الزواج من خلال مجموعة من التسهيلات التي تشمل:
1. توفير شقة مفروشة للعروسين لمدة عام.
2. تقديم مبلغ مالي كهدية زواج لدعم البداية الجديدة.
3. المساعدة في إيجاد فرص عمل للعروسين.
4. تنظيم حفلات زفاف جماعية برعاية مؤسسات وشركات لتقليل التكاليف وزيادة التآلف المجتمعي.

هذه المبادرة تشجع على تعزيز الزواج بين الشباب وتخفيف الأعباء المالية، من خلال التعاون بين الأفراد والشركات والمؤسسات الخيرية.

*عنوان التحليل:* المهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان 🧠🔍

*تحليل المقالة:*

في هذه المقالة، يتناول الدكتور محمد جودة قضية مهمة تتعلق بعزوف الفتيات في الأردن عن الزواج، مشيرًا إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تلعب دورًا محوريًا في هذه الظاهرة.

*المحاور الرئيسية في المقالة:*

1. *الأسباب الاقتصادية والاجتماعية:*
– غلاء المهور وتكاليف الزواج تعيق الكثير من الشباب عن التقدم للزواج، بينما تعطي الفتيات الأولوية لتحقيق الذات والنجاح المهني قبل التفكير في الزواج. يشير الدكتور محمد إلى أن الاستقلالية المالية أصبحت هدفاً لكثير من الفتيات، ما يجعلهن غير مستعجلات على الزواج.

2. *التحولات الثقافية والقيمية:*
– القيم والأولويات تغيرت مع الزمن؛ حيث أصبح الزواج خياراً يمكن تأجيله، أو حتى الاستغناء عنه في بعض الحالات. هذا التحول هو جزء من التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الأردني.

3. *دور “صندوق الستر”:*
– يقدم الدكتور جودة مقترحًا لحل عملي من خلال “صندوق الستر”، الذي يهدف إلى تخفيف العبء المالي على الشباب المقبلين على الزواج. يُظهر هذا المقترح تفهمًا واضحًا للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشباب، ويشجع على التعاون بين المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم هذه المبادرة.

*الرسائل والفوائد:*

1. *استلهام التجارب الدولية:*
– يمكن للأردن الاستفادة من التجارب الدولية، مثل تجربة إيطاليا في تنظيم حفلات الزواج الجماعية، والتي تساعد في تخفيف تكاليف الزواج وتحقيق روح التآلف المجتمعي.

2. *التغيرات الديموغرافية:*
– يتحدث الدكتور جودة عن التأثيرات الديموغرافية لانخفاض معدلات الزواج، مثل تقلص فئة الشباب وزيادة الشيخوخة في المجتمع. هذا التحذير يأتي في وقته، حيث يمكن أن يؤدي الاستمرار في هذا الاتجاه إلى ضعف الهيكل الاجتماعي والاقتصادي في المستقبل.

3. *التوازن بين الطموحات الشخصية والزواج:*
– يجب أن يكون هناك توجه لتعزيز فكرة التوازن بين النجاح المهني والحياة الزوجية، وأن الزواج لا يتعارض مع تحقيق الأهداف الشخصية.

*الجوانب الاقتصادية والاجتماعية:*

– *للأردن:*
– عزوف الفتيات عن الزواج قد يؤدي إلى آثار سلبية على المجتمع والاقتصاد. لذلك، يُعتبر “صندوق الستر” حلاً واقعيًا لتشجيع الزواج وتقليل الأعباء المالية عن الشباب.

– *للتجربة الإيطالية:*
– تجربة الزواج الجماعي الناجحة في إيطاليا يمكن أن تلهم الأردن في تطبيق مبادرات مشابهة، مثل تنظيم احتفالات الزواج الجماعي، برعاية مؤسسات حكومية وخاصة.

*خاتمة:*

يدعو الدكتور محمد جودة إلى العمل المشترك بين المجتمع والدولة لدعم الشباب وتشجيعهم على الزواج. من خلال حلول مبتكرة مثل “صندوق الستر”، يمكن للأردن تجاوز التحديات الحالية، وتوفير بيئة اجتماعية واقتصادية تساعد الشباب على تأسيس أسر مستقرة ومستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى