اعلى الصفحةالرئيسيشؤون برلمانية

تحت القبة: “همسة أندريه” تشعل حرباً !

ديرتنا (خاص) – عمّان – رحاب القضاة

في زاوية من زوايا مجلس النواب العشرين، وبينما كانت جلسة إنتخابات رئاسة المجلس  تُدار بهدوء يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة،وقف النائب أندريه الحواري بجوار زميله وهمس له بثلاثة أحرف فقط ، نفى لاحقا أنه تلفظ بها كما قيل ونُشر .
ربما كان يظن أن هذه الحروف ستتبخر في الهواء، أو أنها مجرد “نكتة على الماشي”
لكنه لم يكن يعلم أن تلك الكلمات كانت كافية لتفجير بركان سياسي!

هذه الهمسة القاتلة
كان الحواري يراقب نتائج انتخابات رئاسة المجلس بعيون نصف مغلقة، كما لو أنه يخطط لعملية حسابية معقدة.
فجأة، اقترب من زميله وهمس: “خون ”ثلاثة حروف فقط، لا أكثر ولا أقل.
كلمة قصيرة وصغيرة ، لكنها حملت من المتفجرات ما يكفي لتدمير جسر دبلوماسي كامل بين الكتل النيابية.

لسوء حظ الحواري، لم تكن تلك الكلمات مجرد “همسة بريئة”، فقد التقطتها عدسة هاتف خلوي بمهارة محترف.
وفي غضون دقائق، كانت العبارة تتصدر منصات التواصل الاجتماعي.

من هنا، تبدأ القصة الحقيقية

قبل أن يستوعب أحد ما حدث، اجتمعت كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي بسرعة غير معتادة…، بدأ النقاش داخل الغرفة المغلقة ، للتباحث في كيف سيكون الرد ؟!

• الأول قال: “علينا أن نُصدر بياناً شديد اللهجة!”
• الثاني صرخ: “لا، يجب أن نحيله للجنة القانونية!”

لكن المشكلة لم تكن في الرد بقدر ما كانت في تفسير الكلمة نفسها.

من هم هؤلاء “الخونة” ـ إن صحت الكلمة والتعبير- الذين يقصدهم الحواري؟
ولماذا “همسة” عابرة أصبحت محور اهتمام الوطن بأكمله؟

اما المتمكّن والواثق والمخضرم  الرئيس الجديد أحمد الصفدي ، فقد كان مستندا للدستور والقانون ، وتمكن من تهدئة الأجواء وإمتصاص ردات الفعل ، فهو مطالب بالحفاظ على الحياد، لكن في الوقت نفسه لا يمكنه إغضاب أي طرف.

الصفدي، المعروف بحنكته السياسية، قرر احتواء الأزمة بأسلوب فكاهي.
صعد إلى المنصة وقال مبتسمًا:
“زملائي الأعزاء، أرجو أن نرفع شعار: الهمسات تحت القبة لا تُفسَّر ولا تُساءل” ،  “دعونا نركز على العمل التشريعي، لا على التحقيق في علم الصوتيات!”
هذه الحادثه تذكرني بقصة حيث كان هناك ملكٌ قديم يُقيم مسابقة غريبة لاختيار وزير حكماء جديد. وضع الملك مجموعة من العصافير في قفص، وقال للمتسابقين:
“من يكتشف العصفور الذي غرد بكلمة سيئة سيفوز.”

تقدم الأول، نظر إلى العصافير وحاول التحقيق معها، لكنها ظلت صامتة.

ثم جاء الثاني، وظل يحدق في القفص حتى غفا.

أما الثالث، فقال:
“جلالة الملك، العصفور الوحيد الذي غرد هو ذلك الذي يضع رأسه تحت جناحه.
فهو يحاول الاختباء من ذنبه.”

ضحك الملك وقال: “لا عصفور غرد… أردت فقط أن أعرف من سيتورط في اتهام أحد!”

همسة في اذن النائب الحواري ..”إعلم أن الكاميرات والمايكروفونات لا تنام”

كما في تلك القصة، فإن النائب الحواري وقع ضحية الهمس ، كان يعتقد أن الهمس آمن، ونسي ان المكان ممتلئا بالكاميرات، وكل شيء يُرصد!

أما الشعب الأردني، فقد أصبح مشغولًا بمتابعة هذه الدراما بدلاً من السؤال عن القوانين والقرارات.
ربما علينا جميعاً أن نتذكر أن البرلمان ليس فقط قبّة تُدار تحتها الاجتماعات…
بل هو أيضًا مسرحا تُعرض عليه الكوميديا السياسية مجانًا!

زر الذهاب إلى الأعلى