القضاة تكتب : ديسمبر في وطني… برد، حب ، وكوب شاي ساخن
(خاص لـ ديرتنا) عمّان – كتبت رحاب القضاة
ها قد أطلَّ ديسمبر، شهر البطانيات الثقيلة، والجوارب المرقطة، وصراعنا اليومي مع البرد الذي “يحشرنا” في الزوايا بحثًا عن الدفء!
ديسمبر في وطني ليس مجرد شهر؛ إنه حالة خاصة مليئة بالمواقف الطريفة التي تجعلنا نبتسم رغم “أطرافنا المتجمدة”.
في وطني، تبدأ التحضيرات لديسمبر قبل وصوله؛ السوق مزدحم بالناس الذين يشترون “الكستناء” وكأنهم يجهزون لحرب باردة، والحوارات العائلية تتحول فجأة إلى جدل حول أفضل نوعية للبطانيات الثقيلة، وكأن الأمر مسألة حياة أو موت!
أما على الطرقات، فالوطن يتحول إلى لوحة كوميدية:
أشخاص يركضون خلف الشمس متنقلين من زاوية لأخرى، ومواطنون يحملون أكواب الشاي الساخن كأنها كنز ثمين لا يمكن التفريط فيه ، ناهيك عن “المآسي اليومية” مع السخانات التي تقرر الإضراب في أكثر الأوقات برودة!
لكن ديسمبر ليس فقط عن البرد، بل هو عن الحب، الدفء، والانتماء.
إنه الشهر الذي يجعلنا نقدر أبسط الأشياء: قهوة صباحية تدفئنا، جلسة عائلية تحت البطانية، وضحكة من القلب تجعل البرد بلا معنى.
ويا وطني العزيز، نحن نحبك في كل الفصول، لكن في ديسمبر نحبك بطريقتنا الساخرة؛ نشتكي من البرد ثم نضحك عليه، نرتجف من الرياح لكننا لا نترك نافذتنا مفتوحة على حلم جميل.
فإليك يا وطني مع بداية ديسمبر، تحية من قلوب دافئة رغم كل شيء، وابتسامة تقول: “نحن هنا، نضحك حتى على البرد، لأنك تستحق كل حبنا مهما تجمدت أطرافنا!”