اعلى الصفحةالرئيسي

نسرين طافش و”صورة الوزير”…الكوميديا الأردنية تصل إلى البرلمان

خاص لـ ديرتنا – عمّان – رحاب القضاة
في الأردن، حيث يُفترض أن ينشغل البرلمان بمناقشة قضايا مثل البطالة، الفقر، والتعليم، نجد أنفسنا فجأة وسط نقاش من نوع جديد
صورة الوزير مع الفنانة نسرين طافش! نعم، يبدو أن أزمة الأردن الحقيقية ليست اقتصادية ولا سياسية، بل تتعلق بمن يستحق أن يظهر في الصورة مع الوزير.

مجلس النواب مناقشة الثقة أم استوديو فوتوغرافي؟
النائب معتز أبو رمان، في خضم مناقشة بيان الثقة، قرر أن يفتح ملف “الصورة” قائلاً: “أحد الشباب الرياديين في الأردن كان أولى بالصورة مع الوزير بدل نسرين طافش.” وبهذا التصريح، تحول البرلمان إلى جلسة نقد فني مفتوحة، حيث يتم التباحث في أولويات الإطلالات الرسمية والاختيارات الجمالية.

يا ترى، هل كانت المشكلة في زاوية التصوير؟
أم أن النائب يرى أن الكاميرا يجب أن تُحجز للشباب الرياديين فقط؟ نحن بحاجة لتوضيح رسمي: هل “نسرين” هي أزمة وطنية أم مجرد لقطة عابرة؟

ثم جاءت الجملة التي تستحق أن تُحفر في تاريخ البرلمانات: “ستكون صورتك أكثر جمالًا وإشراقًا من تلك الصورة مع نسرين طافش.” هل نحن أمام تقييم ثقة بالحكومة أم مسابقة ملك جمال الصور؟
يبدو أن النائب أبو رمان أراد أن يقدم نصيحة تجميلية لمعالي الوزير: الابتعاد عن نسرين، والاقتراب من الرموز الشبابية.

وماذا لو قرر الوزير أن يأخذ بنصيحة النائب؟
هل سنرى جلسة برلمانية قادمة بعنوان: “معايير الصور المثالية مع الوزراء؟”

بعيدًا عن المزاح، ربما أراد النائب استخدام نسرين طافش كرمز لسياسات قد يرى أنها لا تمثل أولويات الشباب الأردني.
لكن السؤال هنا: هل كانت الصورة مع نسرين فعلاً أزمة؟
أم أنها مجرد “شماعة” لتفريغ الغضب البرلماني؟

الحقيقة أن اختيار نسرين طافش للتكريم ربما أثار حفيظة البعض، ولكن أليس الأولى أن نناقش الإنجازات أو غيابها، بدلاً من التركيز على صور تكاد تكون هامشية؟ متناسين اصلا أن المهرجان هو من تنظيم القطاع الخاص وليس الحكومة ، وان الوزير المومني هو راعي للحفل وليس منظما ولا  هو من يختار المكرمين ولا يرشح الفائزين …!!

هل الوزير بطل التصوير أم ضحية الاستعراض؟
معالي الدكتور محمد المومني وجد نفسه فجأة في عاصفة من الانتقادات بسبب صورة عابرة.
ربما عليه أن يُفكر في إصدار بيان يوضح فيه معايير اختيار الشخصيات في الصور الرسمية.
أو مطلوبا منه مثلا ، أن يحمل كاميرته بنفسه في المرات القادمة، ويلتقط صورًا ذاتية مع الشباب الرياديين لتجنب أي جدل.

الخلاصة هنا السياسة.. بين الصورة والصورة

في النهاية، يبقى السؤال:
هل يمكننا أن نتعامل مع القضايا الكبرى بجدية أكبر؟
أم أننا سنستمر في البحث عن “اللقطة” التي تُثير الجدل أكثر مما تُعالج المشكلات؟

مشكلتنا أصبحت في التركيز على الشكليات ومحاولة صناعة وإنتاج مشكلة مبتعدين عن الجوهر ، وكأننا في فراغ مقيت ، ونحتاج فقط لتفريغ طاقتنا ، وبتنا صيادين لـ اللقطة والصورة لنعمل منها “سولافة “..!!!

ربما حان الوقت لنترك نسرين طافش وشأنها، ونركز على القضايا التي تجعل صورة الوطن نفسه “أكثر جمالًا وإشراقًا”.

زر الذهاب إلى الأعلى