مقالات
هل كان”البعث” حزبا في سوريا ، أم مجرد نظام طائفي ؟
ديرتنا – عمّان
د.إبراهيم القريوتي – ميلانو / إيطاليا
من الصعب على الكاتب الغير حزبي أن يتطرق للصراعات و مراكز القوي داخل الأحزاب وما يحيط بذلك من خلافات جوهرية ؛ إلا أن واجب إيصال المعلومة للمتلقي، و الإنصاف في تحليل القضايا ؛ هو واجب حضاري قبل أن يكون صحافي أو إعلامي !
في الحقيقة التي لا يدركها الجميع لم يكن هناك في سوريا شيئ إسمه حزب البعث؛ فهو تبخر و انتهى في عام 1970 إبان ما سميت ” “بالحركةالتصحيحية ” التي قام بها السفاح حافظ الأسد ، عندما كان يشغل وزيرا للدفاع في النظام السوري ، مصطفى طلاس رئيس الوزراء السوري آنذاك ، وكانت هذه الحركة بمثابة إنقلاب حقيقي على حزب البعث نفسه ليبقى النظام الحاكم نظام فاشي علوي طائفي وفي معزل عن قضايا الأمة العربية الحقيقية، إلا أن دهاء “الأسد”و زبانيته أدى إلى الإحتفاظ بشق حزب البعث السوري إسميا حتى يقال أن سوريا قومية و تسعى للوحدة العربية.
ومن أجل إخفاء حقيقة النظام الطائفي العنصري ؛ ولا يغرنكم طرح شعارات الوحدة و الحرية و الإشتراكية ، وهكذا احتفظ النظام بالحزب إسميا كغطاء على طبيعته الطائفية و الأدهى من ذلك أنه احتفظ بتشكيل القيادة القطرية للحزب و القيادة القومية لتضليل الجماهير العربية وكانت القيادة القومية تضم و تستقطب عناصر وقيادات من الأردن و فلسطين و لبنان و العراق و دول عربية أخرى ، و ذلك لتوسيع الشرخ مع حزب البعث العراقي الذي كان الأسد يعتبره العدو الاستراتيجي له ، و الدليل على ذلك هو إستغلال أول فرصة لتعرض العراق لحرب ظالمة حيث شارك النظام السوري بدمار “البلد الشقيق ” و القضاء على قيادته الحزبية و السياسية التي تمثلت بشخص الشهيد صدام حسين.
فأين الحركة التصحيحية إذا ؟
هل هي حالة الظلم و الإستبداد التي عاشها الشعب ، وحالات القتل و التعذيب و اغتصاب النساء و الفتيات العفيفات داخل سجون الظلم و القهر ؟
هل الحركة التصحيحية فعلت كل الجرائم و الموبقات بإسم حزب البعث(( وهنا ليس دفاعا عن هذا الحزب )) و إنما لإنصاف الشرفاء من منتسبيه ، فالحقيقة التي لم يدركها الجميع هي أن في سوريا كان كل شيئ يخطر على البال إلا حزب البعث .