مقالات

د.الطراونة تكتب: التعامل مع كبار السن وَدَور الابناء

ديرتنا – عمّان – كتبت د.ميسون الطراونة

أمرنا الله سبحانه وتعالى ونبيه المصطفى بالبر بالوالدين… وفرض سبحانه وتعالى علينا البر بالوالدين في جميع مراحل عمرهما وشدد على ذلك عند كبرهما… في قوله تعالى ﴿ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾
[ الإسراء: 23]
وامرنا أيضا الحبيب بالاهتمام بهم ومراعاتهم عند كبرهما حيث تعتبر هذه مرحله حرجه بحياتهم من الناحيه النفسيه الجسديه والصحيه اذا قال الحبيب في الحديث الشريف
قال رسول الله : ((خاب وخسر من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولم يدخل الجنة). إذا يعتبر البر بالوالدين من الطاعات التي يتم التقرب بها إلى الله وعدم الشقاء في الدنيا وباب من أبواب الجنه…..
ومن هنا نذكر كيفية التعامل مع كبار السن ودور الأبناء
يُعدّ التقدم في العمر مرحلة طبيعية من حياة الإنسان، ولكنها قد تأتي بتحديات نفسية وصحية تستدعي اهتمامًا خاصًا، لا سيما من قِبَل الأبناء. فمع تغير الأدوار والمسؤوليات في هذه المرحلة، يصبح تعزيز الصحة النفسية للمسنين عاملًا أساسيًا في تحسين جودة حياتهم وضمان استقرارهم العاطفي والاجتماعي.

الصحة النفسية عند المسنين:
تتعرض الصحة النفسية للمسنين لتغيرات عدة نتيجة عوامل مثل التقاعد، فقدان الأصدقاء أو الشريك، تدهور الحالة الصحية، أو الشعور بالعزلة. هذه العوامل قد تؤدي إلى مشكلات نفسية مثل:

• الاكتئاب: يُعدّ شائعًا بين المسنين نتيجة الإحساس بفقدان الأهمية أو الشعور بالوحدة.
• القلق: يرتبط بالمخاوف من المرض أو الوفاة أو الإحساس بالعجز.
• الخرف أو الزهايمر: قد يؤدي تدهور القدرات العقلية إلى إحباط وشعور بعدم الأمان.

الحفاظ على الصحة النفسية للمسنين يتطلب استراتيجيات متعددة تشمل الاهتمام بالجانب العاطفي والاجتماعي وتعزيز الشعور بالقيمة الذاتية.

دور الأبناء في دعم المسنين نفسيًا:
يلعب الأبناء دورًا حاسمًا في تحسين الحالة النفسية للمسنين، ويمكن تلخيص هذا الدور في النقاط التالية:

1. التواصل المستمر:
• التحدث معهم بانتظام لتخفيف الشعور بالعزلة.
• الاستماع إلى ذكرياتهم وخبراتهم، مما يمنحهم شعورًا بالأهمية والتقدير.
2. دعم الاستقلالية:
• تشجيعهم على القيام بأنشطتهم اليومية بمفردهم، مع تقديم الدعم عند الحاجة.
• احترام آرائهم وقراراتهم لتجنب شعورهم بالعجز.
3. تعزيز النشاط الاجتماعي:
• تنظيم زيارات عائلية أو تشجيعهم على الانخراط في الأنشطة المجتمعية مثل النوادي الاجتماعية.
• مساعدتهم على تكوين صداقات جديدة أو الحفاظ على علاقاتهم القديمة.
4. الاهتمام بالصحة البدنية:
• متابعة حالتهم الصحية وتشجيعهم على ممارسة الرياضة المناسبة.
• تنظيم مواعيد الفحوصات الطبية ومتابعة الأدوية اللازمة.
5. الدعم العاطفي:
• التعبير عن الحب والاحترام بشكل مستمر.
• تقبل ضعفهم وتقديم الدعم النفسي في الأوقات الصعبة.
6. الاعتراف بدورهم السابق:
• تذكيرهم بإنجازاتهم ومساهماتهم في الأسرة والمجتمع.
• تقدير تضحياتهم وجهودهم طوال حياتهم.

ختاما :
الصحة النفسية للمسنين ليست مسؤولية فردية،
بل هي واجب عائلي ومجتمعي يتطلب التفهم والاهتمام. من خلال التواصل المستمر، تقديم الدعم العاطفي، والاعتراف بمكانتهم،

يمكن للأبناء أن يلعبوا دورًا إيجابيًا في تحسين جودة حياة والديهم في هذه المرحلة الحساسة يُعدّ التقدم في العمر مرحلة طبيعية من حياة الإنسان، ولكنها قد تأتي بتحديات نفسية وصحية تستدعي اهتمامًا خاصًا، لا سيما من قِبَل الأبناء.

فمع تغير الأدوار والمسؤوليات في هذه المرحلة، يصبح تعزيز الصحة النفسية للمسنين عاملًا أساسيًا في تحسين جودة حياتهم وضمان استقرارهم العاطفي والاجتماعي.

بروا بهما ليبروا بكم.

زر الذهاب إلى الأعلى